Thursday, October 8, 2009

إنه باب جهنم لو تعرفون!

كتب: ابن رشد المصري
هذا ليس حديثا في أمر فريضة الحجاب من عدمها، بل هو محاولة لتلمس إجابة عما التصق في أذهان الناس من أن الحجاب يساوي العفة والحشمة وأن غيره يساوي بطبيعة الحال العكس !!!!!!!!!!!!!!!!0================================================
صدرت الطبعة الأولى من كتاب "جلباب المرأة المسلمة" للألباني في عام 1951، أي قبل نحو عشر سنوات فقط من إلغاء الرق في السعودية في عام 1962، أي حينما كان يلوح في الافق بوادر إلغاء الرق في السعودية نظرا لما اتخذته المملكة من اجراءات تحد من الاتجار بالرقيق إلى آخره. لمعرفة المزيد عن الرق في السعودية وقراءة مرسوم إلغاء الرق:
ولأن الضغوط الدولية على السعودية كانت أقوى من أن تستطيع المماطلة أكثر من هذا في إلغاء الرق، فقد اضطرت رئيس الوزراء السعودي إلى اتخاذ قرار سيادي بالغاء الرق في ظل معارضة شديدة جدا من رجال الدين؟ أتعرف لماذا؟ لأن كل رجال الدين كانوا يعرفون أن ما استقر عليه جمهور فقهاء الإسلام من أن علة الحجاب هي الرق وأن مقصده كان هو التمييز بين الحرة والأمة. وكان لا بد من التعامل مع تلك المشكلة الفقهية - إذ أن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما - والتي كانت ستعني انتفاء الأمر بارتداء الحجاب و"التحجيب" أيضا مع إلغاء الرق الذي كان علة حكم الحجاب ، ولذلك تفتق ذهن الشيخ الألباني، بما له من باع طويل في التعامل مع الأحاديث وتخريجها إلى أمر خطير جدا، وهو يتمثل ببساطة في تضعيف كل الأحاديث المتعلقة بأسباب نزول آية الجلاليب في سورة الأحزاب، وبالتالي اثبات "خطأ التفريق بين عورة الحرة وعورة الأمة" بأثر رجعي، بعد استقرار على هذا التفريق استمر منذ السنة الخامسة الهجرية وهي السنة التي نزلت فيها سورة الأحزاب - بحسب أرجح الأقوال - وحتى عام (1382 هـ = 1962 م).
0وقد يسأل سائل: واين دليك على هذا؟ إليكم ما كتبه الألباني في كتابه جلباب المرأة المسلمة (ص 93) للألباني وقد صدرت الطبعة الأولى منه في عام 1951 أي حينما كان أمر إلغاء الرق يلوح في الأفق لما اتخذته المملكة من تدابير بمنع استيراد الجديد من الرقيق ألخ: 0"ومن نتائج هذا المذهب (أي أن الحجاب كانت علته الرق ومقصده التفريق بين الحرة والأمة) أن الجلباب لا يؤمر به أصلًا حين لا يتعرض الفساق أو حين لا توجد إماء كما في هذا العصر، لانتفاء العلة! وإذا انتفت العلة انتفى المعلول وقد صرح بهذا بعض من كتب في موضوع المرأة من المعاصرين ... وبعبارة أخرى: إن الأمر كان لضرورة زمنية خاصة" ... فكأنه يريد أن يقول: إنه لا ضرورة الآن إلى الجلباب لزوال علته -بزعمه- بزوال الرق وبقاء النساء كلهن حرائر!" 0 . انتهى وقد بدأ الشيخ الألباني في التطبيق العملي لهذا الحل "الفقهي" فورا في كتابه المذكور ص 90، حين كتب: 0"وقد أبان الله تعالى عن حكمة الأمر بإدناء الجلباب بقوله: ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) [ الأحزاب: 59 ] ، يعني أن المرأة إذا التحفت بالجلباب؛ عرفت بأنها من العفائف المحصنات الطيبات ، فلا يؤذيهن الفساق بما لا يليق من الكلام ، بخلاف ما لو خرجت متبذلة غير مستترة ، فإن هذا مما يطمع الفساق فيها ، والتحرش بها كما هو مشاهد في كل عصر ومصر . فأمر الله تعالى نساء المؤمنين جميعا بالحجاب سدا للذريعة ." 0ومن الأدلة الأخرى التي تشهد على تلك "الحيلة" الفقهية هي ما كتبه المفسر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ت 1376هـ : (1957) (انتبه إلى التاريخ إذا سمحت: ست سنوات فقط بعد صدور كتاب الألباني، وخمس سنوات قبل إلغاء الرق) قال عند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } : (( هذه الآية هي التي تسمى آية الحجاب، فأمر الله نبيه أن يأمر النساء عموما ويبدأ بزوجاته وبناته ؛ لأنهن آكد من غيرهن ، ولأن الآمر لغيره ينبغي أن يبدأ بأهله قبل غيرهم كما قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا } أن { يدنين عليهن من جلابيبهن } وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه ، أي يغطين بها وجوههن وصدورهن ، ثم ذكر حكمة ذلك فقال: { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } دل على وجود أذية إن لم يحتجبن ، وذلك لأنهن إذا لم يحتجبن ربما ظن أنهن غير عفيفات فيتعرض لهن مَنْ في قلبه مرض فيؤذيهن ، وربما استهين بهن وظن أنهن إماء فتهاون بهن من يريد الشر ، فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن )) اهـ . (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ـ 6 / 247 . أنتهىوهنا نلحظ أن الشيخ قريب جدا من تفسير الألباني للآية ، حينما فسر "أن يعرفن فلا يؤذين" بان المعرفة هنا يقصد بها العفة وإن كان ضميره لم يسمح له بعد بتجاوز ما استقر عليه التراث في تفسير هذه الآية من أن المعرفة هي معرفة الحرة عن الأمة فذكره أيضا ولكن متأخرا عن المعنى الذي ابتدعه الألباني، في مخالفة واضحة لما استقر عليه التراث الفقهي والتفسيري، فحاول أن يجد هذا الحل الوسط !!!!) 0
وقد تابع هذه "الحل السحري" تقريبا كل من فسر آيات الحجاب بعد ذلك، بحيث أصبح المشهور بين العامة – الذين لا يعرفون في أمور الفقه والتفاسير جيدا – أن الحجاب فرض لكي تعرف المرأة المسلمة بعفتها وطهارتها ، وهي أهم الأسباب التي تذكر لارتداء الحجاب، وسأكتفي بدليل واحد، وهو الشيخ الشعراوي الذي يعد واحدا من أهم من أسهم في نشر "ثقافة الحجاب" في مصر – برغم ما كان بينه وبين الألباني من الخلاف – إلا انه اتفق معه على اسقاط الظرف التاريخي الفقهي الخاص بالحرائر والإماء فقال – أي الشعراوي - في تفسيره لسمورة الأحزاب: 0ثم يُبيِّن الحق - تبارك وتعالى - الحكمة من هذا الأدب في مسألة اللباس، فيقول: * ذالِكَ... * [الأحزاب: 59] أي: إدناء الجلباب إلى الأرض، وسَتر الجسم، وعدم إبداء الزينة * أَدْنَىا... * [الأحزاب: 59] أي: أقرب * أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ... * [الأحزاب: 59].فالمرأة المسلمة تُعْرف بزيِّها وحِشْمتها، فلا يجرؤ أحد على التعرض لها بسوء أو مضايقتها، فلباسها ووقارها يقول لك: إنها ليست من هذا النوع الرخيص الذي ينتظر إشارة منك، وليست ممَّنْ يَعْرض نفسه عَرْضاً مُهيِّجاً مستميلاً مُلْفتاً. انتهىوكما هو واضح فقد "أغفل" الشيخ الشعراوي تماما وعن عمد الظرف التاريخي والمأثور الفقهي في تفسير هذه الآية في أن المعرفة المقصودة هنا هي معرفة الحرة عن الأمة وأضاف للآية تفسيرا لم يقل به جمهور المفسرين هكذا ... فبالرجوع إلى كتاب تفسير أضواء البيان في ايضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي 6/395 (وهو بالمناسبة من أهم كتب التفسير بالمأثور وليس بالرأي مثلما فعل الألباني وتابعه غيره من العلماء) نجد الآتي: 0"أن عامّة المفسّرين من الصحابة فمن بعدهم فسّروا الآية مع بيانهم سبب نزولها، بأن نساء أهل المدينة كن يخرجن بالليل لقضاء حاجتهن خارج البيوت، وكان بالمدينة بعض الفسّاق يتعرّضون للإماء، ولا يتعرّضون للحرائر، وكان بعض نساء المؤمنين يخرجن في زي ليس متميّزًا عن زي الإماء، فيتعرّض لهن أولئك الفساق بالأذى ظنًّا منهم أنهن إماء، فأمر اللَّه نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن يتميّزن في زيهن عن زي الإماء، وذلك بأن يدنين عليهن من جلابيبهن، فإذا فعلن ذلك ورآهن الفساق، علموا أنهن حرائر، ومعرفتهم بأنهن حرائر لا إماء هو معنى قوله: {ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ}، فهي معرفة بالصفة لا بالشخص." 0والخطير في هذا الأمر يا أن هذا الأمر يهد التراث الفقهي المتعلق بعورة الحرة وعورة الأمة كله !!!!!!!!!!!!!!
0وهنا أريد أن اسأل كل واحد من أنصار أن الحجاب فريضة: طالما أن الاحاديث هذه ضعيفة ، هل كان الفقهاء جاهلين بهذا؟؟؟ قد يرد أحدهم وييقول: ربما غاب عن أحدهم أحد طرق هذا الحديث أو ذاك !!! ولكن لا تنسى أننا نتحدث عن جمهور الفقهاء !!!!!!!!!!!!0 وليس فقيها واحدا أو اثنين – كما أدعى الألباني حينما قال زلة عالم الخ، ولا نتحدث فقط عن الأقدمين، بل أيضا عن المحدثين الذين لا بد أن أحيطوا بكل طرق الأحاديث وأسانيدها ، فعندك مثلا واحد مثل ابن عثيمين في في الشرح الممتع المجلد الثاني قال: 0الأَمَةُ - ولو بالغة - وهي المملوكة، فعورتها من السُّرَّة إلى الرُّكبة، فلو صلَّت الأَمَةُ مكشوفة البدن ما عدا ما بين السُّرَّة والرُّكبة، فصلاتها صحيحة، لأنَّها سترت ما يجب عليها سَتْرُه في الصَّلاة.
فالغاء تراث فقهي كامل بهذا الشكل سيفتح علينا باب جهنم. لماذا؟ لان السؤال المطروح سيكون وقتها:0هل كل هؤلاء الفقهاء، وأرجو الانتباه أننا نتحدث عن علماء دين ، اي من هم يفهمون تماما أدواتهم الدينية ، هل كل هؤلاء الفقهاء كانوا ليسوا على دراية؟؟؟؟؟ ويا ترى أخطأوا في ماذا أيضا؟؟؟وطائفة أخرى من الأسئلة: طيب سيدنا عمر الذي اشتهر بنزعه لحجاب الإماء، يا ترى كان جاهلا هو الآخر بهذا؟؟؟؟؟ وهو الذي بسببه نزل حجاب أمهات المؤمنين؟؟؟؟وأما القول المنتشر: "ولا يستدلن أحد بفعل سيدنا عمر مع الإماء ، فليس فعل أي أحد حجة على دين الله بل لا بد من آية أو حديث صحيح صريح، و لقد علق الإمام بن حزم على هذا الفعل، وقال أن الروايات صحيحة ولكن هذا دليل على أن كل إنسان يؤخذ من فعله ويرد إلا الرسول الكريم." ، فهو قول في منتهى الخطورة، إذ أن الخلفاء الأربعة لهم منزلة خاصة في الإسلام وفي الفقه الإسلامي ولا يجوز مخالفة أحكامهم إلا إذا خالفهم صحابي آخر، ولا نكاد نعلم صحابيا أو فقيها – حتى قرار السعودية بإلغاء الرق – قد استنكر على سيدنا عمر ما كان يفعله ولو مرة واحدة، ولم يبدأ التطاول على هامة إسلامية مثل سيدنا عمر بن الخطاب إلا عشان خاطر عيون الحجاب !!!!!!!!!!!!!!0
وبالمناسبة، لا أعرف لماذا كل من يتستشهد بابن حزم لا يذكر أن ابن حزم (ت 754 هـ) نفسه في تفسيره للقرآن المعروف بتفسير البحر المحيط اعترف بسبب نزول الآية ولم ينكره: 0"كان دأب الجاهلية أن تخرج الحرة والأمة مكشوفتي الوجه في درع وخمار، وكان الزناة يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن في النخيل والغيطان للإماء، وربما تعرضوا للحرة بعلة الأمة، يقولون: حسبناها أمة، فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زي الإماء، بلبس الأردية والملاحف، وستر الرؤوس والوجوه، ليحتشمن ويهبن، فلا يطمع فيهن. وروي أنه كان في المدينة قوم يجلسون على الصعدات لرؤية النساء ومعارضتهن ومراودتهن، فنزلت." 0وفي هذا الصدد يطرح السؤال نفسه وبقوة: لقد قال ابن حزم المتوفي في عام 1063 ميلادية – في مخالفة للمأثور الفقهي – بضرورة تساوي عورة الحرة والأمة ولم يستمع إليه تقريبا أحد من الفقهاء ، وظل جمهور الفقهاء يفرق بين عورة الحرة وعورة الأمة كل هذه القرون، فلماذا لم يبدأ الفقهاء المعاصرون في اعادة اكتشاف "جمال" ما كتب ابن حزم إلا عندما احتدمت نقاشات الحجاب، وهو نفسه ابن حزم، الذي ظل رأيه في ضرورة تساوي العورتين مهملا غير معمول به كل هذه السنين، يا ترى مصادفة؟؟؟؟؟ !!!!!!!00 أم أن الفقهاء لأن كان لهم مصلحة في تجارة الرق وفي التمتع بالإماء فقد سمحوا بهذا التفريق وأجازوه ولم يحركوا طرفة عين أزاءه ، ولكن عندما تعارضت المصالح وأصبح أمر أن تخلع النساء الحجاب وتتحرر من سيادة الرجل عليها وأمر المحاولات الأبدية لتحجيبها في خطر تحركت كل القوى الفقهية واجتمعت على قلب رجل واحد على مخالفة المأثور الفقهي وتكذيبه؟؟؟؟؟؟؟ لا أدري ، والإجابة لكم !!!!!!!!!!!!0
ثم سؤال آخر – للعودة مرة أخرى للألباني وما قام به من شطب لتراث فقهي استمر ما يزيد عن الألف وثلاثمائة عام – : وماذا نفعل بهذا الحديث الصحيح - الذي جوده أيضا الألباني نفسه - : 0عن أنس بن مالك قال : كنا إماء عمر يخدمننا كاشفات عن شعورهن يضرب ثديهن - الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي، الجزء الثاني، صفحة 227وماذا نفعل في هذا الحديث الصحيح أيضا: 0رأى عمر أمة عليها جلباب فقال : عتقت ؟ قالت : لا ، قال ضعيه عن رأسك ، إنما الجلباب على الحرائر ، فتلكأت فقام إليها بالدرة ، فضرب رأسها حتى ألقته - الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الدراية - الصفحة أو الرقم: 1/124 ثم ماذا نفعل بكتب الفقه التي ذكرت واقعة سيدنا عمر المتعلقة بنزعه لحجاب الإماء؟؟؟؟ وماذا نفعل بكتب الفقه التي فرقت بين عورة الحرة وعورة الامة؟ هل نعلن أنها كتب فاسدة، أصحابها من الفقهاء المعتبرين كانوا لا يستطيعون التمييز بين الأحاديث والضعيف والقوي منها؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!0ثم ماذا نفعل في الاجماع الفقهي على التفريق بين الحرة والأمة - وقد قال الرسول : لا تجتمع أمتي على باطل؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!!! 0ثم الاخطر من هذا وذاك أن من ضعف أسانيد أسباب نزول آية الأحزاب انطلق من قاعدة منطقية فاسدة وهي أن النتيجة هي محصلة كل مقدمة على حدة، وهذا خطأ ما بعده خطأ، إذ أن النتيجة – أي نتيجة – هي مجموع المقدمات مجتمعة. 0هل تعرفون أننا لو رضينا بهذا المنهج – أي التعامل بالقطعة مع كل حديث – هل تعلمون أننا لو رضينا بهذا المنهج لهددنا الفقه الإسلامي كله؟؟؟؟؟ طبعا معظم أنصار أن الحجاب فريضة لا يدركون خطورة هذا المنهج الذي اتبعه الألباني وغيره. دعني أضرب لكم مثلا: حديث "لا تجتمع أمتى على باطل" وهو الحديث العمدة الذي بني عليه مبدأ الإجماع الذي هو أحد أهم مصادر التشريع في الإسلام، هذا الحديث في كل طريق من طرقه ضعيف، أي نعم، ضعيف، ولكن لتعدد روايته – أو ما يطلق عليه التواتر المعنوي بحيث يستحيل تصديق اتفاق كل هذا العدد الكبير على الكذب – فقد تقوى هذا الحديث وتم تصحيحه ليكون حسنا بغيره ولو مشينا بطريقة الشيخ الألباني لكان من الواجب علينا أن نلغي مبدأ الإجماع هو الآخر !!!!!!!!!!!!0إنه باب جهنم لو تعرفونتحياتي لأولي الألباب

رأي الأستاذ الإمام محمد عبده في النقاب

كتبت: شيرين عبد الجليل
قضية الحجاب الذى كثر حوله اللغط فى هذه الأيام و كأنه أحد أركان الإسلام و شغلت فئة من الشباب نفسها به و بالنقاب و اللحية والجلباب و حصرت همها فى تلك المسائل متجاهلة أن هناك قضايا كثيرة و ملحة فى حاجة إلى بعض هذا الجهد حتى نقلل من درجة تخلفنا و بمقياس الأولويات يعتبر هذا انحرافا عما يشغل الأمة من تحديات حضارية و سأعرض لكم رأى الأستاذ الإمام فى تلك القضية من كتاب سلسلة الفكر(رائد الإجتهاد و التجديد فى العصر الحديث) للكاتب السيد يوسف و كان مصدره للبيانات كتاب تحرير المرأة لقاسم أمين و الذى وافق عليه الأستاذ الإمام و أقره : وقد عرض الأستاذ الإمام قضية الحجاب من ناحيتين الأولى تغطية وجه المرأة و كفيها و ذراعيها و قدميها اضافة إلى باقى جسمها و الثانية احتجاب المرأة فى بيتها و الحظر عليها أن تخالط الرجال.و عن الحجاب بالمعنى الأول يقطع الأستاذ الإمام بأن الشريعة لم توجبه و ليس فيها نص بذلك و انما هى عادة ضارة أخذت من أمم أخرى و ألبست ثوب الدين عليها و يرى أنه من الواجب أن نلم بها و نبين حكم الشريعة فيها و حاجة الناس لتغييرهاو يورد الإمام محمد عبده الآيتين 30و31 من سورة النور قال تعالى و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منهااستنتج الأستاذ الإمام من هذه الآية اباحة الشريعة لكشف الوجه و الكفين و الذراعين و القدمين و استدل على ذلك بعديد من الأقوال والمذاهب و يقول أباحت الشريعة أن تظهر المرأة بعض أعضاء جسدها أمام الأجنبى عنها غير أنها لم تسم تلك المواضع و قد وكلت فهمها و تعيينها إلى ماكان معروفا فى العادة وقت الخطابو السبب فى ذلك هو اضطرار المرأة للعمل و مزاولة الأشياء بيديها و حاجة الشهاده و المحاكمة و الزواج إلى كشف وجهها و ظهور القدمين لحاجاتها للمشى فى الطرقات و يضيف إلى ذلك أن الشريعة منحت المرأة الحق فى إدارة أموالها و مايتطلبه ذلك من التعامل و التعاقد مع الرجال فهذا يتطلب لكشف الأعضاء السابقة ليتحقق الطرفين من الآخر و عدم الإلتزام به يؤدى لأضرار كثيرة مثل الغش و التزويرو هو ينتقد مايجرى فى المحاكم من وقوف المرأة أما القاضى مستترة الوجه فهذا استسلام و تسامح يؤدى للضرر و الغش أيضا و يجب تلافيه بأن تكشف المرأة وجهها حتى يستطيع القاضى التفرس فى وجهها ليتبين من مدى صدقها أو كذبها كما أن النقاب يعجز المرأة من النهوض بالعمل فى الصناعة و التجارة و الزراعة أو خدمة من أى نوع مع حاجتها إلى هذا العمل و ضرورته لمعيشتهاو أشار أن الله مكن الإنسان من التمتع بمنافع العالم و ساوى بين الرجل و المرأة ولم يجعل جانبا من الأرض للنساء يتمتعن فيه بالمنافع وحدهن و جانبا للرجال يعملون بمعزل عن النساء و لن تستطيع المرأة أن تتمتع بحقوقها إذا حظر عليها أن تقع تحت أعين الرجال إلا من كان من محارمها مما لا يسمح به الشرع أو العقلو يرد الإمام محمد عبده على تبريرات الحجاب فدعوى الحجاب بأنه من الآداب يقول الإمام أنه لا علاقة بين الأدب و بين كشف الوجه وستره فالأدب موضوعه الأعمال و المقاصد لا الأشكال والملابس أما دعوى الحجاب بالخوف من الفتنة فهو يرجعه للرجل و ليس للمرأة و من يخاف الفتنة فعليه بغض البصر و المرأة ليست أولى من الرجل بتغطية وجهها وإلا هذا حكم على الرجل بأن عزيمته أضعف من المرأةأما من الناحية الثانيةو هو قصر المرأة فى بيتها و الحظر عليها من مخالطة الرجال فقد قسم الكلام لقسمين الأول يختص بنساء النبى ص فيذكر أن تلك الآيات خاصة بنساء النبى ص وحدهن و هذا بإجماع الفقهاء فهذا ليس بفرض و لا واجب على أحد من نساء العالمين أما القسم الثانى فيذكر الأستاذ الإمام أن غاية ماورد فى كتب الفقه هو حديث عن النبى ص ينهى فيه عن الخلوة مع الأجنبى لايخلون رجل مع امرأة إلا مع ذى محرمو رد على من يقول أنه مستحب اتباع مافرضه الله على نساء النبى ص بقوله تعالى لستن كأحد من النساء يشير أن القرآن الكريم ينبهنا فى الرغبة بعدم المساواة و فى عدم الحجاب حكما ينبغى لنا اعتباره و احترامه و ليس من الصواب تعطيل تلك الأحكام مرضاة لإتباع الأسوة

مشاهد من أمام سفارة ألمانيا

كتب: ابن رشد

الإنسان مسئول ليس فقط عما يفعل، بل أيضا عما لا يفعل !!!0السكوت في معرض الحاجة إلى البيان قد يكون خطأ قاتلا !!!0*******************************************
المشهد الأول: 0الطابور المنظم المعتاد أمام قسم التأشيرات في سفارة ألمانيا، نساء كثيرات محجبات، نساء قليلات غير محجبات، رجال كثيرون حليقي الذقن، رجال قليلون طويلة لحاهم، أطفال، رجال أمن مصريون ونساء أمن مصريات محجبات ورجال أمن ألمان.
المشهد الثاني: 0مجموعات من بعض الأفراد بدأت تتجمع رويدا رويدا. تصطف أمام الرصيف الآخر من قسم التأشيرات. بعض المحجبات، واحدة أو اثنتين غير مرتديات الحجاب يبدأن في الهتاف منددين بالجريمة البشعة، رافعات لبعض الشعارات المنددة هي الأخرى. يظهر بعض "محترفي" الشعارات. تتوافد بعض أطقم التصوير ويبدأ العرض الحقيقي.0
المشهد الثالث:0محمد عبد القدوس، وبعض الآخرين يهتفون عبر الميكروفون - بلا تدخل بأي شكل من الأشكال من الأمن المصري، ربما احتراما لوقوفهم أمام سفارة بلد يحترم حرية التعبير. ضابط الأمن الألماني يسمح لطاقم التصوير بالتقاط الصور بلا ممانعة أو مضايقة.
المشهد الرابع: 0يا سفير الألمان المجتمع الدولي جبان ... 0 ألمح أحد محترفي الشعارات ينظر ما بين الشعار والآخر إلى وريقة بيضاء مزروعة في كف يده ليبدأ بعدها الشعار التالي: 0اسمع اسمع يا ارهابي، مش حتخلى عن حجابي ... 0نظرة أخرى إلى الوريقة: 0فين الريس، فين وزير الخارجية، اللي ماتت دي مصرية ... 0فجأة تتوقف الشعارات وكأن أصابع خفية قد أشارت بايقاف الهتافات ويلف الصمت المكان لبرهة.
0المشهد الخامس:0محترفو الشعارات يغادرون المشهد بعد أن انتهى العرض على أكمل وجه وأتموا اجراء اللقاءات لكل المحطات التي كانت موجودة.0
المشهد السادس: 0ينفض جمع المتظاهرين الذي لم ينضم لهم أحد من المصريين الواقفين المنتظرين دورهم في قسم التأشيرات، فلكل منهم شأن يغنيه !!!0مازلت تدوي في أذني عبارة: "شهيدة الحجاب". 0اتعجب من قدرتنا الهائلة على اختزال القضايا الإنسانية المعقدة والتشابكات الاجتماعية المتداخلة في صياغات لغوية عامة المقاس، متعددة الألوان. 0**************************************
رحم الله مروة شهيدة العنصرية البغيضة، شهيدة ثقافة رفض الآخر، ومثقفيها !!!!!!!!!!0 رحم الله مروة الشربيني رحمة واسعة، وألهم أهلها الصبر والسلوان. 0

نساء الخميني ورفسنجاني وخاتمي و«التشادور» _بقلم علي نوري زاده

الحياة وسط الإيرانيات
نزع رضا شاه الحجاب بالقوة عام 1938 وأعاده الخميني بالقوة عام 1979
لندن: علي نوري زاده
تتحول ايران بسرعة.. تتحول اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا، وهي في تحولاتها تستعطي على التنميط وعلى الافكار الجاهزة والمعلبة حولها. فهي قوة حيوية تتحرك بتدافع قوى داخلية وخارجية عاتية. فليست النساء والشباب وحدهم هم من يسعون الآن الى مزيد من الحرية الاجتماعية والشخصية والثقافية، بل ان في داخل المؤسسات الاساسية في البلاد ومجمع رجال الدين في قُمْ تتنوع الآراء والافكار حول مستقبل الاصلاحات في البلاد، وطريقة التعامل مع مجتمع مدني صاعد يتحرك بسرعة ويخلق استقلاله الثقافي والاجتماعي والمدني. . وكما ان الاصلاحيين في البلاد ليسوا وحدة واحدة فيما يتعلق بطريقة التعامل مع الصعوبات التي يضعها امامهم المحافظون، فإن المحافظين انفسهم ليسوا وحدة واحدة، فهناك انقسامات كبيرة بينهم. ومع اقتراب موعد الانتخابات الايرانية المقررة 17 يوينو (حزيران) الجاري تقدم «الشرق الاوسط» لقرائها خمس حلقات من داخل ايران. تتناول اوضاع النساء الايرانيات، والمشهد الثقافي وحال النشر، وأوضاع الصحافة، ومؤسسات المجتمع المدني الايرانية، والقوانين التي تحكم عمل هذه المؤسسات. كما تتناول الحلقات الاحزاب والتنظيمات السياسية، ومقاهي طهران وحدائقها التي تحولت الى وسيلة للحرية الاجتماعية والنقاش السياسي الحي. كما تتناول السينما والمسرح والموسيقى في ايران. ورجال الدين في قُمْ وثورة الانترنت التي يقودوها، وكذلك شهادات من شابات وشبان ايرانيين حول الحياة في ايران، وطموحاتهم للمستقبل. في شتاء عام 1938، اصدر رضا شاه، مؤسس أسرة البهلوي المالكة فى ايران ووالد الشاه الراحل، قرارا تحت عنوان «رفع الحجاب» عقب زيارته لتركيا، حيث افتتن بالتحولات الليبرالية تحت قيادة مؤسس تركيا الحديثة كمال اتاتورك، فقد اثار اعجابه وتقديره لجرأته فى فرض قوانين ليبرالية على المجتمع التركي بعد سنوات قليلة من سقوط الدولة العثمانية. وبموجب قرار «رفع الحجاب»، تم نزع التشادور (الحجاب الايراني) من على رؤوس النساء الايرانيات ولو بالقوة، وكان الوزراء والمسؤولون الكبار، فضلا عن موظفي الدولة والمعلمين، مضطرين لحضور حفلات اقيمت في مختلف انحاء ايران بمناسبة رفع الحجاب برفقة زوجاتهم وبناتهم السافرات، لاثبات ان الدولة الايرانية حديثة وعصرية، ولتوطيد دعائم الحكم وارسال رسالة واضحة الى المناوئين له من القوى الدينية واليسارية. غير ان الامر لم يكن سهلا على النساء. لذلك قامت الحكومة باستيراد الالاف من القبعات الاوروبية للنساء اللائي كن في بداية الأمر (باستثناء فئة قليلة من نساء الأسر الارستقراطية والمتحررات) قد رفضن الخروج بلا التشادور. ولمدة ست سنوات كاملة فرضت الشرطة قانون «رفع الحجاب» بقسوة وبالقوة، الى ان غادر رضا شاه ايران تحت تهديد بريطانيا وروسيا عقب دخول قواتهما العسكرية الاراضي الايرانية في ذروة الحرب العالمية الثانية.ولم يكن موكب رضا شاه قد وصل الى اصفهان في طريقه الى الخارج، حتى عادت النساء الى وضع الحجاب، كما ان الالاف من النساء اللائي حبسن انفسهن في البيوت خلال السنوات الست الاخيرة من حكم رضا شاه، استطعن مرة اخرى الخروج الى الشارع بالملابس التي اعتدن عليها. غير ان النقاب الذي كان يدعى في ايران «بيتشيه» او «البرقع»، وارتدته بعض النساء اختفى نهائيا لاحقا، فالالاف من النساء الايرانيات اللائي دخلن المدارس الحديثة والجامعات وانخرطن في صفوف موظفي الحكومة والقطاعات التعليمية والحقوقية والطبية لم يعدن الى التشادور. ورغم ذلك فان النساء الايرانيات ظللن محرومات من ممارسة حقوقهن القانونية في التصويت والترشح في الانتخابات البرلمانية وحضانة اولادهن الصغار عند الطلاق او وفاة الزوج، حتى عام 1962، حيث اعلن الشاه ثورته البيضاء التي كان اعتبار ان النساء لهن حقوق متساوية مع الرجال، أحد البنود الاساسية لميثاقها.وفي عام 1963 وبعد اشهر من دخول النساء البرلمان، وتوليهن مناصب وزارية ورئاسة المؤسسات الطبية والتعليمية والجامعات، اصدر آية الله الخميني وعدد من المراجع بيانات نددوا فيها بثورة الشاه البيضاء، وخاصة البنود المتعلقة بحقوق المرأة والاصلاح الزراعي (توزيع الاراضي الزراعية بين المزارعين). وقد اندلعت بعد ذلك انتفاضة 15 الجوزاء في قم، التي اسفرت عن مقتل بضع مئات من المتظاهرين واعتقال الخميني وآية الله القمي وآية الله محلاتي، وهما من الزعامات الدينية المقربة منه. ولاحقا تم نفي الخميني الى تركيا ثم الى العراق. وكما ان رضا شاه نزع حجاب المرأة بين ليلة وضحاها، من دون اخذ رأى النساء، ولتحقيق مكاسب سياسية من وراء الخطوة، فان الثورة الايرانية عام 1979، فرضت الحجاب على النساء بين ليلة وضحاها، رغم ان اول مظاهرة معارضة للنظام، اندلعت بعد اذاعة بيان صهر الخميني، شهاب الدين اشراقي، الذي قال فيه انه يجب على النساء مراعاة لبس الحجاب الاسلامي، وذلك خلال صيف عام 1979 بعد اشهر من قيام الثورة، مما ادى الى ان يسحب اشراقي بيانه. غير ان النظام الايراني تمكن في اقل من سنة من فرض الحجاب على النساء الايرانيات، وذلك بطرد الموظفات والعاملات اللواتى رفضن ارتداء الحجاب من المؤسسات الحكومية والجامعات والمستشفيات، واعتقال النساء السافرات في الشوارع من قبل شرطة الاداب وحبسهن. من جهة اخرى فان اعدام وزيرة التعليم في عهد الشاه، فرح روبارسا التي كانت من رائدات حركة تحرر المرأة، امام قلعة شهرنو (حي بائعات الهوى قبل الثورة)، ترك اثرا مدمرا في معنويات النساء الايرانيات الرافضات للتشادور. وكان اصرار المحافظين على فرض الحجاب جزءا من الصراع مع الاجنحة الاكثر اعتدالا من قيادات الثورة الايرانية. كما كان رسالة الى المعارضين للثورة. ولاحقا ادى اندلاع الحرب الايرانية العراقية وانتشار الفقر في المجتمع الايراني الى ارغام النساء الايرانيات الرافضات للحجاب على ارتدائه. غير ان الحجاب لم يتسبب في ان يتركن الساحة السياسية والاجتماعية، بل زادهن عزما وسعيا لتحقيق طموحاتهن، ولو تحت ظل حكومة يعتقد احد ابرز علمائها، وهو رئيس مجلس الخبراء، ان العمود الفقري للنساء اقل طولا مما لدى الرجال وعقلهن ناقص مما يجعلهن غير مؤهلات لتولي المناصب القضائية والأمنية والسياسية في البلاد. ورغم ذلك فان نضال النساء الايرانيات من اجل نيل حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية مصدر اعتزاز وفخر نساء ايران، فقبل عشر سنوات لم يكن باستطاعة الطالبات مواصلة دراساتهن الجامعية في مائة وتسعة عشر فرعا دراسيا في الجامعات، الان تقلص هذا الحظر الى 17 فرعا. كما ان قبول المحاميات للعمل في المحاكم، ما كان ليتحقق لولا سنوات من النضال من قبل ناشطات، مثل شيرين عبادي ومهرانكيز كار (زوجة الكاتب والصحافي المعتقل سيامك بورزند) التي سمحت السلطات بخروجها من البلاد لتلقي العلاج في الولايات المتحدة، بعد ان اكتشف خلال سجنها انها مصابة بالسرطان، اضافة الى الناشطة كيني يورفاضل المحامية البارزة، وبعض النائبات في البرلمان الايراني السابق، مثل فاطمة حقيقة جو، والهد كولائي المتحدثة باسم مرشح الاصلاحيين في الانتخابات الرئاسية مصطفى معين.ومن الحقائق المثيرة للانتباه ان من ضمن النساء اللواتى عملن على تعزيز حقوق النساء الايرانيات، سيدات هن زوجات او بنات او شقيقات رجال من قيادات الثورة الايرانية. فزوجة الامام أية الله الخميني بتول ثقفي كانت مصرة على ان تلتحق بناتها بالجامعات والنشاط السياسي والثقافي والاجتماعي، ومن هؤلاء زهرا مصطفوي، التي تتولى حاليا مسؤوليات ثقافية وتعليمية، بعد استقالتها من رئاسة جامعة الزهراء، وفريدة التي هي ايضا منخرطة في النشاط الثقافي والتعليمي، وحفيدة الخميني زهرا اشراقي زوجة الدكتور محمد رضا خاتمي شقيق رئيس الجمهورية ونائب رئيس البرلمان السابق، الذي سيصبح نائبا لرئيس الجمهورية في حالة فوز مصطفى معين، هي من ابرز بنات اسرة الخميني. وفي مقابلة لها مع صحيفة ايطالية في العام الماضي، عبرت زهرا اشراقى عن رفضها للحجاب الاجباري وطالبت بتساوي المرأة والرجال فى الحقوق، مما اثار ضجة كبيرة لدى اوساط المحافظين وصلت لحد اساءة صحف قريبة من المرشد الاعلى للجمهورية اية الله علي خامنئي، مثل صحيفة «كيهان» اليها بصورة مباشرة.غير انه وبلا ادنى شك تتصدر اسرة هاشمي رفسنجاني المعركة حول حقوق المرأة وضرورة مشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية. فلأول مرة رافقت عفت مرعشي زوجها هاشمي رفسنجاني، حينما كان رئيسا للجمهورية في زيارة رسمية الى اندونيسيا وبدت الزيارة (السيد والسيدة الاولى) في وقتها امرا غير مألوف بين رجال الدين، مما عرض رفسنجاني لانتقادات متشددين. غير ان ابنة رفسنجاني فائزة وليست زوجته هي التي اثارت فعلا حنق المحافظين بأنشطتها العديدة وافكارها المعتدلة. وفيما انشغلت شقيقة فائزة الكبرى «فاطمة» بشؤون خيرية ومهمات ذات بعد اجتماعي وصحي، دخلت فائزة منذ بداية شبابها المعترك من باب الرياضة وصولا الى ميدان الثقافة والاعلام والسياسة، وعقب نجاحها في انشاء لجنة رياضية خاصة للمرأة واقامة اول دورة للالعاب الاولمبية النسائية للدول الاسلامية، انشأت صحيفة «زن» او «المرأة»، وهي اول صحيفة يومية نسائية في إيران، وذلك عقب فوزها الكبير في انتخابات البرلمان الايراني السابق. وصحيفة «زن» صحيفة جريئة في طرح قضايا المرأة، والعلاقة بين الشبان والشابات، غير ان فائزة تجاوزت الخطوط الحمراء كافة بنشرها رسالة من الامبراطورة السابقة فرح بهلوي الى الشعب الايراني بمناسبة عيد النوروز، رأس السنة الفارسية، مما ادى الى توقيف صحيفتها واصدار قرار بحبسها، غير ان القرار استبدل بتغريمها ماديا اثر تدخل والدها. ومنذ انتهاء فترة عضويتها فى البرلمان، وتعطيل صحيفتها انحصرت انشطة فائزة في اطار الرياضة النسائية، فيما ابنتها «سحر» الطالبة الجامعية ناشطة بارزة في مجال الحركات الطلابية. وخلافا لاسرة رفسنجاني فان قرينة مرشد النظام خامنئى خجست وكريماتها لم ينخرطن في الشأن العام. اما الرئيس محمد خاتمي فان زوجته زهرا صادقي (ابنة سلالة دينية وعلمية عريقة ووالدها الدكتور صادقي من ابرز الاساتذة الجامعيين والباحثين الكبار في الفلسفة والادب. ووالدتها مرضية خانوم ابنة المرجع الاعلى الراحل الامام حسين آغا القمي، وشقيقة الامام موسى الصدر الزعيم الشيعي المختفي في ليبيا) فهى متحررة العقل بحكم ولادتها ونشأتها في بيت علم، وزواجها من رجل دين مثقف وسليل عائلة دينية بارزة هو خاتمي. وقد ظلت سيدة ايران الاولى شريكة حقيقية لزوجها خلال فترة رئاسته ورافقته في بعض زياراته الخارجية، مثل سفره الرسمي الى السعودية.أما النساء الناشطات خارج العائلات السياسية البارزة فى ايران فلا يمكن حصر عددهن. غير ان هناك اسماء باتت معروفة جدا حتى خارج حدود ايران مثل الناشطة الحقوقية شيرين عبادي، والشاعرة سيمين بهبهاني، والروائية سيمين دانشور، والصحافيات والكاتبات بروين اردلان، وفرشيت قاض، وشهلا شركت مديرة مجلة «زن»، بل ان هناك الالاف من الطالبات والطبيبات والاستاذات واصحاب المهن الحرة ممن ناضلن من اجل كسب حقوقهن الاجتماعية والسياسيةhttp://www.nourizadeh.com/archives/001066.php

وثيقة إلغاء الرق في المملكة العرببة السعودية

الثلاثاء 9/6/1382 هـ الموافق 6/11/ 1962
بسم الله الرحمن الرحيم

نص البيان الوزاري الذي ألقاه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز، رئيس مجلس الوزراء، في مقر رئاسة مجلس الوزراء، حيث عقد المجلس جلسته الأولى، يوم الثلاثاء 9 جمادى الثاني 1382 ه الموافق 6 نوفمبر 1962 مبعد أن أدى حضرات أصحاب السمو الملكي وأصحاب المعالي الوزراء اليمين النظامية بين يدي صاحب الجلالة المعظم، في القصر الملكي العامر بالرياض، ضحى يوم الثلاثاء، توجه الجميع إلى مقر رئاسة مجلس الوزراء، حيث عقد المجلس جلسته الأولى برئاسة حضرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل رئيس مجلس الوزراء. وقد استهلها سموه باسم الله، ثم رحب بجميع أعضاء المجلس، ورجا سموه من الله سبحانه وتعالى أن يكلل أعمال الجميع بالنجاح. ثم قال سموه : "لا شك أننا نقصد جميعاً الصالح العام، وأن الذي نرجوه من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى تحقيق هذه الأهداف التي هي في صالح بلادنا وأمتنا، إن شاء الله". ثم تلى سموه الخطاب التالي :0حرصت الدولة السعودية، منذ فجر تأسيسها، على أن تخوض بكل جد وقوة معركة بناء هادفة. ولقد مرت سنون طويلة من العرق والدم، سار خلالها المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله في طريق شاق وخاض معارك عنيفة استطاع بعدها أن يؤسس كيان هذا البنيان الشامخ الكبير. وجاءت بعد ذلك عملية إرساء الأساس لنهضتنا، وعلى الرغم من أن عمليات إرساء الأساس لا تظهر عادة أهميتها البالغة بالعين المجردة، وعلى الرغم من أن تدفق موارد الزيت لم يتم الا منذ عهد قريب في حساب الزمن، فقد استطاعت حكومة جلالة الملك سعود المعظم بفضل توجيهاته الرشيدة، أن تستفيد من هذا المورد الهام وأن تظهر آثاره سريعاً، على الرغم من تباعد أطراف المملكة وقسوة طبيعة الصحراء فيها وندرة أصحاب الكفاءات لديها.0ويسر حكومة صاحب الجلالة أن تعلن نتيجة لهذا الجهاد الشاق المتواصل، فقد آن لها وللمواطنين من أبناء هذا الوطن الكريم أن يقتطفوا منذ الآن ثمار بعض جهدهم، وأن يستعدوا بعد ذلك للاستمرار في اقتطاف ثمار الجهود الأخرى.0وسوف تضاعف حكومة صاحب الجلالة جهودها في تطوير كيان هذه الدولة الفتية وتدعيمه، والأخذ بيد المواطنين إلى المكان اللائق بهم كشعب كان منذ فجر التاريخ العربي مركز انطلاق العروبة الحقة ومصدر إشعاع للحضارة الإسلامية الخالدة.0وفي سبيل قطف الثمار ومضاعفة الجهود لتطوير الكيان، فقد وضعت حكومة صاحب الجلالة برنامجاً إصلاحياً ضخماً، يمكن تلخيص أهم عناصره في النقاط التالية :0أولاً: لما كان من الواجب أن يكون نظام الحكم في أي دولة صورة صادقة لحقيقة التطور الذي وصل إليه مجتمعها، فقد حرصت حكومة صاحب الجلالة على تطوير المجتمع السعودي، علمياً وثقافياً واجتماعياً، حتى يصل إلى المستوى الذي تنعكس معه صورته في شكل نظام راق للحكم، يمثل الأهداف العظيمة الخالدة التي جاءت بها شريعتنا الغراء. ولقد حدثت من آن لأخر عدة تطورات فعلية لشكل الحكم السعودي، كانت تمثل تطور المجتمع لدينا وتحاول في الوقت نفسه أن تأخذ بيده لمستوى أرقى مما هو عليه. وتعتقد حكومة صاحب الجلالة أن الوقت قد حان الآن لإصدار نظام أساسي للحكم، مستمد من كتاب الله وسنة رسوله وسيرة خلفائه الراشدين، حيث يضع في وضوح كامل المبادئ الأساسية للحكم وعلاقة الحاكم بالمحكوم وينظم سلطات الدولة المختلفة وعلاقة كل جهة بالأخرى، وينص على الحقوق الأساسية للمواطن ومنها حقه في حرية التعبير عن رأيه في حدود العقيدة الإسلامية والنظام العام.0ولقد شرعت الوزارة السابقة في تطوير مجلس الشورى ليقوم بدوره كسلطة تنظيمية للبلاد. وستكون هذه الدراسة مع ما سيطرأ عليها من إضافات وتعديلات جزء من النظام الأساسي للحكم الذي لن يتأخر صدوره، إن شاء الله، والذي سيأتي صورة صادقة من المستوى الكريمالذي وصلت إليه أمتنا، ونموذجاً رائعاً لنظام الحكم الإسلامي المستمد من نصوص الشريعة وروحها.0ومما يساعد على بلوغ هذا الهدف السامي، أن قواعد شريعتنا السمحة مرنة متطورة صالحة لمواجهة كل الظروف وقابلة للتطبيق في كل مكان وزمان، حسب متطلبات ذلك الزمان والمكان.0ثانياً: ولم تكتف حكومة صاحب الجلالة في التفكير فقط في نظام أساسي يضلع بقواعد الحكم المركزي فحسب، بل إنها قامت بدراسات مختلفة لوضع نظام للمقاطعات، يوضح طريقة الحكم المحلي لمناطق المملكة المختلفة. ولقد تبلورت شتى الدراسات التي تمت لمشروع نظام المقاطعات لدرجة لن يطول معها ظهوره إلى حيز الوجود، وسيكون عند صدوره عاملاً فعالاً في دفع عجلة التطور الإداري والسياسي والاجتماعي لمملكتنا الفتية.0ثالثاً: وتحرص حكومة صاحب الجلالة على ان يكون للقضاء حرمته ومكانته، فهو مناط القسط ورمز العدالة، وكلما ارتفع شأنه وعظمت حريته كلما حققنا بذلك هدفاً أساسياً من أركان ديننا الإسلامي الحنيف. وقد عقدنا العزم على مضاعفة الجهود نحو هذه الغاية واصدار نظام باستقلال القضاء، يمسك بزمامه مجلس أعلى للقضاء. وقررنا إنشاء وزارة للعدل، تشرف على الشئون الإدارية للقضاء، ويلحق بها نيابة عامة للدولة ترعى مصالح المواطنين وتذود عن حقوقهم، وتقوم بالتعاون مع المحاكم المختلفة للدولة مقام الحارس الأمين الذي يدافع عن المظلومين ويضرب على يدي الظالمين.0رابعاً: ولما كانت نصوص الكتاب والسنة محددة ومتناهية، بينما وقائع الأزمنة وما يستجد للناس في شئون دنياهم أمور متطورة غير متناهية، ونظراً لأن دولتنا الفتية تقيم حكمها والحمد لله على أساس الكتاب والسنة، نصاً وروحاً، فقد أصبح لزاماً علينا ان نمنح الفتياعناية أكبر، وأن يكون لفقهائنا وعلمائنا حملة مشاعل الهدى دور إيجابي فعال في بحث ما يستجد من مشاكل الأمة، بغية الوصول إلى حلول مستمدة من شريعة الله ومحققة لمصالح المسلمين. ولذلك كله فقد قررت حكومة حضرة صاحب الجلالة تأسيس مجلس للفتيا، يضمعشرين عضواً من خيرة الفقهاء والعلماء ليتولى النظر فيما تطلب الدولة منه النظر فيه وما يوجهه إليها أفراد المسلمين من اسئلة واستشارات، وليكون أداة قوية لتنوير الأذهان وتذليل العقبات التي تعترض سبيل التقدم السليم.0خامساً: إن حكومة صاحب الجلالة لتشعر شعوراً تاماً بواجبها للعمل بكل جد واهتمام لنشر دعوة الإسلام وتثبيت دعائمه والذود عنه، قولاً وعملاً. وقد عملت وستعمل على اتخاذ كل الوسائل لتحقيق أداء هذا الواجب الشريف.0سادساً: ولما كانت الخصيصة الأولى لهذه الأمة الإسلامية المجيدة، أنها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ولحرص الإسلام على هذه الوظيفة السامية، فقد بينت الشريعة فضلها وفضل من يقوم بها، وألزمته بأن يدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يبذل جهده ليعمر قلوب الناس بالحق والخير والمحبة. ولهذا فقد قررت حكومة صاحب الجلالة أن تقوم حالاً بإصلاح وضع هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بما يتمشي مع الأهداف السامية الرفيعة التي وضعت أساساً من أجلها، وبما يضمن اجتثاث بواعث المنكر من قلوب الناس ما استطعنا لذلك سبيلاً.0سابعاً: وتشعر حكومة صاحب الجلالة أن من أهم واجباتها النهوض بالمستوى الاجتماعي للأمة. وقد قامت الدولة بأدوار هامة وفعالة في هذا الحقل، فضمنت لشعبها العلاج والدواء بالمجان في داخل المملكة وخارجها، وفعلت مثل ذلك بالتعليم وجعلته مجاناً في جميع مراحله، بل ومنحت الكثير من الطلبة مكافآت مالية سخية تعينهم على متطلبات العيش، وابتعثت على حسابها آلاف الطلبة في شتى حقول العلم والمعرفة ولجميع أنحاء المعمورة. وأعفت كثيراً من المواد الغذائية من الرسوم الجمركية، بل ومنحت إعانات ضخمة لتخفيض أسعارها للمستهلكين.وجاء أخيراً نظام الضمان الاجتماعي ليجعل الدولة مسئولة مسئولية كاملة عن معيشة كل شيخ وعاجز ويتيم وامرأة ممن المورد لهم شرعاً، ولن يمضي وقت طويل حتى يصل إلى كل محتاج ما يكفيه ويضمن له العيش الكريم.0وعندما تقدم الدولة لطائفة العمال فيها نظاماً يحميهم من البطالة، نكون بذلك قد وصلنا إلى المستوى الاجتماعي الذي لا يزال حلماً يراود كثيراً من دول العالم المتحضر، وحققنا فعلياً أهداف العدالة الاجتماعية الحقة، من دون ان تطغى الدولة على حريات الناس الفردية أو تسلبهم أموالهم وحقوقهم.0ولن تقتصر حكومة صاحب الجلالة على تيسير الكفاية لشعبها وتأمين فرص العمل له، بل إنها تسعى جادة إلى إجراء تعديلات هامة في شكل الحياة الاجتماعية وإلى توفير الوسائل للتسلية لجميع المواطنين.0ثامناً: وتؤمن حكومة صاحب الجلالة بأن التطور الاقتصادي والتجاري والاجتماعي الذي ساد مجتمعنا في السنوات الأخيرة، لا يزال في كثير من مجمولاته يفتقد التنظيم، ولذلك فإن مجموعة كبيرة من الأنظمة الهامة ستأخذ طريقها تباعاً إلى الصدور، بحيث تصبح الدولة بعد فترة غير طويلة ولديها تراث تنظيمي شامل، يساعد على تقدم النشاط وسرعة الحركة واجتذاب رؤوس الأموال. وسوف تنشئ الدولة أجهزة مستقلة تتولى تطبيق مختلف الأنظمة التي تصدرها، وسيكون كل ذلك متمشياً مع شريعة الله الخالدة ومحققاً لمصالح الأمة العليا.0تاسعاً: أما الانتعاش المالي والتطور الاقتصادي فهو شغل الحكومة الشاغل. وإلى جانب الاحتفاظ بالمركز المالي القوي الذي تمتاز به المملكة بين مختلف دول العالم، فقد اتخذت حكومة صاحب الجلالة وسوف تتخذ إجراءات هامة وحاسمة لوضع برامج إصلاحية ملموسة، ينتج عنها انتعاش دائم للحركة الاقتصادية. ولتكون هذه المملكة في مستوى عال من المعيشة لكل افرادها. ومن أهم ما سيبرز إلى حيز الوجود قريباً، إن شاء الله، برنامج ضخم للطرق يربط جميع أطراف المملكة ومدنها ببعضها البعض. وسنبذل عشرات الملايين من الريالات لدراسة مصادر المياه وتوفيرها للزراعة والشرب، وسوف تبني الحكومة السدود اللازمة لحفظ مياه الأمطار وتوفير المراعي.0وسوف تمد الصناعة الخفيفة والثقيلة بعون فعال يحميها ويجذب رؤوس الأموال إليها. وستكون المملكة السعودية، بحول الله، في القريب دولة صناعية ولها اكتفاء زراعي ذاتي، تتعدد مصادر دخلها وتتنوع مما يسهل القيام بواجباتها نحو شعبها الكريم.0وإلى جانب المبالغ التي ترصد في ميزانية الدولة لتنفيذ المشروعات، فقد قررت حكومة صاحب الجلالة أن ترصد جميع المبالغ الاضافية التي سوف تستلمها من شركة أرامكو عن حقوقها التي تطالب بها الشركة للسنوات الماضية، في ميزانية إنتاجية خاصة بحيث تصرف جميعها على المشروعات الإنمائية كالطرق والسدود والمرافق العامة وغير ذلك، وسوف يكون هذا العمل دفعة قوية لاقتصاد المملكة وتحقيقاً سريعاً لكثير من مشروعاتها الإعمارية. ويجري الآن اتخاذ المراحل النهائية لدراسة انشاء بنك صناعي وآخر زراعي كما ان المؤسسة العامة للبترول والمعادن ستظهر إلى الوجود قريباً وسوف تسهم هذه المؤسسات الثلاث مع غيرها من المؤسسات الحكومية والأهلية في إظهار خيرات البلاد والكشف عن ثرواتها المعدنية وغيرها.0عاشراً: ومن المعروف أن موقف الشريعة الإسلامية من الرق يحث على فك الرقاب، ومن المعروف أيضاً أن الرقيق الموجود في العصر الحاضر، قد تخلفت فيه كثير من الشروط الشرعية التي أوجبها الإسلام لإباحة الاسترقاق. فقد واجهت الدولة السعودية منذ تأسيسها مشكلة الرق والرقيق، وعملت بجميع الوسائل التدريجية على القضاء عليه، فمنعت أول الأمر استيراده وفرضت العقوبات على ذلك، ثم منعت مؤخراً بيعه أو شراءه، وتجد الحكومة الآن الفرصة مواتية لأن تعلن إلغاء الرق مطلقاً وتحرير جميع الأرقاء، وستقوم الحكومة بتعويض من يثبت استحقاقه للتعويض.0هذه جملة من الإجراءات الأساسية التي عزمت حكومة صاحب الجلالة على تنفيذها. وهناك ولا شك أمور كثيرة هي موضوع اهتمام هذه الحكومة، وسيعلن عن كل شيء في حينه. نسأل الله أن يسدد خطانا جميعاً، وان يوفقنا لما يرضيه.صورة طبق الأصل مما نُشر في صحيفة "أم القرى"، السنة الأربعون، العدد 1944 ،الجمعة . 12 جمادى الثانى 1382 هـالموافق 9 نوفمبر 1962 م
سؤال صغير في النهاية
:
هل هناك أمور لفتت انتباهكم في تلك الوثيقة غير تاريخها الذي يرجع لعام 1962 ؟

الجلباب في الجامعة

بقلم : د. حازم الببلاوي

تصلني بين الحين والآخر رسائل الكترونية متعددة, وفي إحدي هذه الرسائل, وهي مرسلة من مجموعة تعمل ضد التمييز بأشكاله المختلفة, الإشارة إلي واقعة حدثت في جامعة القاهرة( كلية الآداب; مدرج202). وملخص الواقعة أنه نتيجة لتأخر أحد الأساتذة عن موعد محاضرته, تقدم أحد الطلبة وهو يرتدي مايطلق عليه الجلباب الإسلامي وهو جلباب قصير واعتلي المنصة وبدأ في إلقاء موعظة دينية مع تلاوة آيات من القرآن الكريم. وفي خلال هذا المشهد خرجت بعض الطالبات من القاعة, فما كان من زميلهم الخطيب إلا أن عنفهن علي خروجهن مع توجيه اللوم لهن لأن ملابسهن غير محتشمة ولا تتفق مع الزي الإسلامي. فردت إحدي الفتيات بأنها مسيحية وأنها تلبس ما تراه مناسبا, مما أدي إلي جدل ومشاحنة تدخل علي إثرها الحرس الجامعي لفض هذه المشاحنة. ولا أدري عن أسباب الخشونة والفظاظة في التعامل مع الزملاء. ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك صدق الله العظيم.وأيا ما كان الأمر, فلا أستطيع أن أجزم بصحة الواقعة أو بدقة تفاصيلها, فقد تكون صحيحة أو قد يشوبها بعض المبالغات. ولكن الذي لا شك فيه هو أن مثل هذه الظاهرة تتكرر بأشكال مختلفة في المدارس والمعاهد, حيث تتعدد ـ فيما يبدو ـ أساليب الضغط المادي أو النفسي وخاصة بالنسبة للفتيات وذلك للالتزام بشكل أو آخر بما يطلق عليه الزي الإسلامي. ولا أود التعليق في هذا المقال علي استخدام قاعات الدرس لغير ما خصصت له من تقديم العلم والمعارف للتلاميذ والطلبة مع درجة عالية من الثقافة الإنسانية في احترام حقوق الآخرين وحرياتهم. وكل هذه القضايا تحتاج إلي مناقشة مستقلة. ولكن ما أود التركيز عليه هنا هو ما يطلق عليه الجلباب الإسلامي, وهو ينحصر ـ بالنسبة للرجال ـ في شكل جلباب قصير لا يصل إلي أدني القدمين وإنما يرتفع قليلا, فهو أدني من الركبة وأعلي من القدم. وأنا شخصيا لا أدعي أنني أعرف ماذا كان يرتدي الرسول عليه الصلاة والسلام, ولا ما كان عليه ملبس المسلمين الأوائل, وسوف أكون شاكرا لو تفضل أحد العلماء بإرشادنا في هذا الشأن.ولكن جهلي بهذه التفاصيل لا يمنعني من طرح عدد من التساؤلات التي أعتقد أنها مشروعة. فبصرف النظر عن شكل ملابس الرسول ـ عليه السلام ـ فإن سؤالي هو هل غير الرسول من شكل ملابسه بعد نزول الوحي عليه وتقبله لدين الإسلام, أم أنه استمر في ارتداء ما لديه من ملابس قبل نزول الوحي؟ وإذا كان الرسول لم يغير ملابسه بعد نزول الوحي, فهل معني ذلك أن ملابس فترة الجاهلية قد استمرت بعد ظهور الإسلام؟ ويرتبط بهذا السؤال تساؤل آخر عما إذا كان الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قد طلب من الصحابة وغيرهم ممن دخلوا الدين الجديد تغيير ملابسهم حتي تتفق مع عقيدتهم الجديدة, أم أنهم استمروا علي ما كانوا عليه؟ وماذا فعل الرسول ـ عليه السلام ـ عندما دخل يثرب( المدينة), هل طلب من أهلها تغيير ملابسهم؟ والسؤال هو هل كان هناك تميز في ملابس المسلمين في مكة عن تلك التي يرتديها كفار مكة. هل كانت ملابس مختلفة تميز المسلمين عمن ظل علي جاهليته؟ وماذا كان يرتدي أبوجهل مثلا؟ هل كان يلبس الشورت مثلا, في حين أن امرأته كانت تتسكع بالبيكيني؟لا أريد أن أقطع, ولكني أرجح ـ وأرجو أن يصححني أهل العلم ـ أن الملبس السائد في الجزيرة العربية لم يتغير بدخول الإسلام, واستمر العربي ـ من أسلم منهم ومن لم يسلم ـ علي ملبسه, فالإسلام تغيير في العقيدة وفي القيم وفي السلوك, وليس تغييرا في الملبس أو المظهر. والعقيدة في القلوب وليست في الرداء. كذلك أرجح ـ ولا أقطع ـ بأن معظم العرب كانوا يطلقون اللحية, وأتصور ـ وان كنت غير متأكد ـ أن أبا جهل وغيره من عتاة الكفار كانوا يطلقون اللحي أيضا. وهكذا فاغلب الظن أن إطلاق اللحية كما شكل الملبس لم يكن يختلف بين العرب من سكان الجزيرة في مكة أو في يثرب وفقا لعقيدتهم. فإذا كان الطالب المشار إليه في هذه الواقعة يصر علي أن الجلباب القصير هو ملبس المسلمين الأوائل, فالاحتمال كبير أن أبا جهل وربما كعب بن الأشرف ـ عدو النبي عليه السلام ـ وربما جميع أبناء بني قريظة كانوا يلبسون ملابس متشابهة.وإذا كان طالبنا ملتحيا ـ وأغلب الظن أنه كذلك ـ فليس مستبعدا أن يكون معظم الصحابة والمسلمين أو من ظل علي جاهليته مثل أبو جهل أو من كان نصرانيا أو قريبا منهم ومناصرا للرسول مثل ورقة بن نوفل أو كان يهوديا معاديا للرسول عليه السلام مثل كعب بن الأشرف. فلا اللحية ولا الجلباب القصير كانا مقصورين علي المسلمين, وإنما هي مظاهرة ثقافة عصر كانت سائدة آنذاك أخذ بها من عايشها مؤمنا كان أو كافرا.وإذا قلنا إن الملبس واللحية من مظاهر الإسلام وأن علينا أن نتشبه بما كان يفعله المسلمون الأوائل, فماذا عن الطعام؟ هل لا نأكل إلا مع ما عرفته الجزيرة العربية آنذاك من مأكولات؟ فماذا عما نأكله اليوم من بطاطس أو طماطم أو حتي ذرة هي نباتات عرفها العالم القديم بعد اكتشاف أمريكا أي بعدما يقرب من ألف عام علي مولد الرسول عليه الصلاة والسلام. بل إن القطن نفسه كان نباتا متوطنا في أمريكا وانتشر بعدها في بقية العالم. ولذلك فأغلب الظن أن الجلباب الذي كان يرتديه طالبنا مصنوع من القطن أو من الألياف الصناعية, وبالتالي هو مصنوع من مواد غريبة عن أهل الجزيرة. فإذا أصر صاحبنا علي التشبه بملابس فترة المسلمين الأوائل, فربما كان عليه أن يختار جلبابا من وبر الإبل.ولست أشك في أن طالبنا قد ذهب بجلبابه القصير إلي محاضرته, وكانت في يده غالبا ساعة وربما في اليد الأخري تليفون محمول, وقطعا في جيبه قلم جاف, ومن المحتمل أنه كان ينتعل حذاء وليس خفا, ولعله يكتب محاضراته في دفتر أو كراس ولا يسجلها علي جلد الماعز أو صحائف زعف النخيل وهو ما كان سائدا في عصر المسلمين الأوائل. لقد أمرنا الرسول عليه السلام بالبحث عن المعرفة اينما كانت. واطلبوا العلم ولو في الصين. والغرض من ذلك هو أن نكتشف جديدا ومفيدا ونتجاوز ما نحن فيه. فالعلم هو البحث عن الجديد الذي لا نعرفه. وبقبول هذا الجديد وتطويعه في حياتنا نتقدم ونتطور. أما البقاء علي القديم في الملبس والمأكل وأسلوب الحياة فهو نقيض طلب العلم الذي هو بحث عن المجهول وكشف أسراره.إننا نقتفي مسلك الرسول في كيفية تفكيره, ونتعلم منه حلو الحديث وعمق الإيمان وصدق الكلمة والرحمة بالعباد. أما التشبه بملابس المسلمين الأوائل, فقد كانت علي الغالب هي أيضا ملبس معظم أهل الجزيرة وربما لا يستثني منهم أبوجهل ولا كعب بن الأشرف. والله أعلم

هل االإماء كلهن في النار؟

كتب: ابن رشد
هل الإماء كلهن في النار؟

من يقرأ في "الصحيح" و"المعتبر" من كتب الفقه الإسلامي سيعرف أن عورة الأمة كان لدى جمهور العلماء مثل عورة الرجل، أي ما بين الركبتين والسرة، وهو ما يعني بداهة أن الأمة لم تكن مكلفة بتغطية شعرها على أقل تقدير، وللتدليل على هذا أقدم ملخصا لرأي المذاهب الأربعة في عورة الأمة من الكتاب العمدة لكل مذهب فقهي، مع ذكر اسم المؤلف واسم الكتاب ورقم الصفحة لمن أراد التأكد من صحة ما ورد في تلك الكتب الفقهية الأهم والأشهر من كل مذهب من المذاهب الأربعة الشهيرة:
رأي المالكية: 0وعلى هذا فيرى الرجل من المرأة - إذا كانت أمة - أكثر مما ترى منه لأنها ترى منه الوجه والأطراف فقط، وهو يرى منها ما عدا ما بين السرة والركبة، لأن عورة الأمة مع كل واحد ما بين السرة والركبة كما مر الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك لأبي البركات الدردير، الجزء الأول، ص 290
رأي الحنابلة: 0عورة رجل ومن بلغ عشرا وأمة وأم ولد ومكاتبه ومدبرة ومعتق بعضها وحرة مميزة ومراهقة من السرة إلى الركبة وليسا من العورة وابن سبع إلى عشرة الفرجان وكل الحرة البالغة عورة إلا وجهها فليس عورة في الصلاة الروض المربع لمنصور بن يونس بن صلاح، باب شروط الصلاة،
رأي الحنفية: 0قال وينظر من ذوات محارمه وأمة الغير إلى الوجه والرأس والصدر والساقين والعضدين والشعرالاختيار لتعليل المختار لعبد الله بن محمود بن مودود الموصلي، الجزء الرابع، صفحة 155
رأي الشافعية: 0وأما الأمة ففيها وجهان: أحدهما أن جميع بدنها عورة إلا موضع التقليب وهي الرأس والذراع لأن ذلك تدعو الحاجة إلى كشفه وما سواه لا تدعو الحاجة إلى كشفه، والثاني وهو المذهب أن عورتها ما بين السرة والركبة !!!!!!0المهذب في فقه الإمام الشافعي لأبي اسحق الشيرازي، ص 96-----------------------------------------------------------------------------------------
قال الشيخ أبو حامد وغيره : وأجمع العلماء على أن رأس الأمة ليس بعورة مزوجة كانت أو غيرها إلا رواية عن الحسن البصري أن الأمة المزوجة التي أسكنها الزوج منزله كالحرة والله أعلم 0المجموع شرح المهذب » كتاب الصلاة » باب ستر العورة » عورة الرجل، ص 175 وما بعدها 0
على الناحية الأخرى عندما تسأل أحد أنصار الحجاب عن عقوبة تاركة الحجاب عمدا، سواء في الدنيا أو في الآخرة أو في كليهما؟؟؟؟؟ فستجده سيستشهد بحديث صحيح "يتيم" من بين ما يقرب من الستة آلاف حديث صحيح في الإسلام لا يوجد غيره عندهم يلوون عنقه ليا لتحقيق مرادهم من العثور ما يثبت عقوبة "سافرة الشعر" وهو الحديث الذي يقول: 0صنفان من أهل النار لم أرهما . قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس . ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات . رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة . لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها . وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا 0وهم يستندون إلى عبارة "رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة" في تقرير عقوبة سافرة الشعر وبأنها خالدة مخلدة في النار !!!!!!!!!!!0
قال الإمام النووي رحمه الله في (رياض الصالحين) في شرح الحديث المذكور في باب: (تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال في لباس وحركة وغير ذلك)، قال: معنى كاسيات: أي من نعمة الله عاريات من شكرها. وقيل: معناه: تكشف بعض بدنها وتستر بعضه إظهاراً لجمالها، وقيل معناه: تلبس ثوبا رقيقا يصف بدنها. ومعنى مائلات: أي عن طاعة الله وما يلزمهن حفظه، ومعنى مميلات: أي يعلمن غيرهن فعلهن المذموم. وقيل مائلات: متبخترات مميلات لأكتافهن. وقيل: مائلات أي يمشطن المشطة الميلاء، وهي مشطة البغايا. ومميلات: يمشطن غيرهن تلك المشطة. ومعنى رءوسهن كأسنمة البخت: أي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة، أو عصابة، أو نحوها. 0والحديث - كما هو يبدو لأي من عنده بعض النظر - لا يعنى بستر الشعر أو حجبه، لأنه لو كان يٌعنى فقط بمجرد "كشف الشعر" فعلا لما كان هناك حاجة لوصف الشعر وصفا إضافيا يفسر لنا نوعية "التسريحة" غير المقبولة وهي كما يفهم من الحديث التسريحات المبالغ فيها والمستفزة لأعين الناس وارتبط بهذا أيضا ارتباطا وثيقا مظهرا "ثيابيا" و"سلوكيا" مستفزا للأعين أيضا عبر عنهما بالكاسيات العاريات المائلات المميلات، والدليل علي ارتباط تلك الأوصاف ببعضها البعض ارتباطا وثيقا هو أنها لم يفصل فيما بينها بأي من روابط العطف مثل "و" أو "أو" بحيث يفهم أن تلك الصفات هي وحدة واحدة وأن المقصود بها هي الخلاعة والميوعة في السلوك والابتذال في الملبس، وليس مجرد كشف الشعر. 0
كما أنه هناك عدة أسئلة بسيطة تطرح نفسها: 0أولا: لو كان الحديث معني بتبيان عقوبة "سافرة" الشعر فحسب، فهل كان الفقهاء سيتسامحون في "كشف" الأمة لشعرها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثانيا: ما ذنب الأمة – التي حرمها الفقهاء من "شرف" تغطية الشعر لتتعرض لهذا العقاب القاسي لمجرد أن شعرها كان "مكشوفا" رغما عنها وليس بإرادتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثالثا: هل يتحمل الفقهاء الذين فرقوا بين عورة الحرة وعورة الأمة – وهم الأكثرية الساحقة في الفقه الإسلامي لدرجة تجعل من الفقهاء الذين قالوا بتساوي عورة الحرة مع الأمة في حكم النادر الفقهي والنادر لا حكم له كما هو معروف في الفقه – هل يتحمل هؤلاء الفقهاء ذنب تلك الأمة و"يتلسوعون" بالنار بدلا من الأمة المسكينة يوم القيامة؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!0رابعا: هل كل الإماء بالتالي في النار بحسب زعم أنصار الحجاب فقط لأن شعرهن كان مكشوفا؟

مشاركة المرأة في الحياة السياسية في العهد النبوي

كتبت: شيماء زاهر
كان مجيء الإسلام في القرن السادس الميلادي ثورة إنسانية عظيمة قامت بتغيير مفاهيم راسخة في الحياة من ضمنها وضع المرأة في المجتمع ، فإذا ما نظرنا إلى الجزيرة العربية قبل الإسلام، سنجد أن وضع المرأة كان متدنيا باستثاء تلك القبائل ذات الجاه والنسب الرفيع التي كانت المرأة تحتل بها مكانا أفضل من العوام من النساء. ومع مجيء الإسلام أصبح للمرأة أهلية مستقلة تمكنها من مباشرة جميع حقوقها أسوة بالرجل كالحق في التعليم، واختيار الزوج و الحفاظ على كيان مالي مستقل، ولم تقتصر المرأة على تلك الحقوق بل شاركت أيضا في الحياة السياسية، وهو ما يتضح بشكل ملموس في بيعات النساء للرسول صلى الله عليه وسلم عبر تاريخ الدعوة .بداية، كلمة "بيعة" تشتق من باع- يبيع - بيع ومبايعة ، وهي العهد على السمع والطاعة، وقد تعددت بيعات المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا ما بدأنا بالحديث عن بيعة "العقبة الأولى" سنجد إنها جاءت تتويجا لدعوة الرسول قبل الهجرة، فقد مكث الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة طوال اثني عشرعاما يدعو القبائل إلى الإيمان، متعرضا في ذلك لأشد أنواع الأذي مع من آمن معه، إلا إنه في موسم الحج أتي للرسول صلى الله عليه وسلم اثنا عشر رجلاً من يثرب: تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، وعاهدوه على الإيمان. و أرسل الرسول معهم مصعب بن عمير، كي يدعو أهل يثرب إلى الإسلام. وبعد عام عاد مصعب في موسم الحج، ومعه ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان، التقوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وبايعوه بيعة أخرى عرفت ببيعة "العقبة الثانية"، و تضمنت هذه البيعة التزام أهل يثرب بحماية الرسول عندما يهاجر إليهم والمحافظة على حياته. وكما يتضح فقد مهدت هذه البيعة لهجرة رسول الله إلى المدينة ؛ فبمقتضى هذه البيعة اعتبر أهل يثرب الرسول واحدًا منهم، وقضت بخروجه ضمنًيا من عداد أهل مكة، وانتقال تبعيته إلى أهل يثرب، ولهذا أخفى المتبايعون أمر هذه البيعة عن قريش؛ لأن الفترة بين إتمام هذه البيعة، ووصوله صلى الله عليه وسلم لا يلتزم أهل يثرب خلالها بحماية رسول الله إذا وقع له مكروه أو أذى من قريش.وبعد بيعة العقبة الثانية وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ، بدأت مرحلة جديدة من الدعوة وأقبل الأنصار رجالا ونساء يبايعون رسول الله على الإيمان؛ وقد مكث المسلمون في المدينة لا يقدرون زيارة مكة حتى في الأشهر الحرم، إلا إن العام السادس للهجرة شهد حدثا سياسيا بارزا؛ فقد توجه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأداء العمرة ، فتصدت لهم قريش ومنعتهم من دخول مكة عند "الحديبية" فأرسل رسول الله عثمان بن عفان (رضي الله عنه) إلى أهل مكة ليتفاوض معهم ، لكن الأنباء ترددت عن مقتل عثمان على يد قريش، فدعا الرسول إلى البيعة على مواجهة قريش، و سميت هذه البيعة بأسم "الرضوان"، لأن الله رضي عنهم كما ورد في سورة الفتح. وكان من نتائج هذه البيعة عقد "صلح حديبية" بين المسلمين وقريش: فكان الصلح على أساس أن يرجع المسلمون في عامهم هذا من حيث أتوا، ويأتون إلى مكة في العام القادم، ليطوفوا بالبيت ثلاثة أيام، على أن تخرج منها قريش في تلك الفترة، مع بنودٍ أخرى، تتجمّد فيها الحرب عشر سنين، الأمر الذي يوحي بأن ميزان القوّة بدأ يميل لصالح المسلمين. ومن المهم أن نذكرهنا إن عقد صلح حديبية أتاح لمزيد من النساء الدخول في الإسلام ومبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كن النساء يهاجرن سرا من مكة إلى المدينة يبايعن الرسول، وكان صلى الله عليه وسلم لا يردهن إلى قريش، كما نصت الحديبية، وإنما كان يمتحنهن ليتأكد أن هجرتهن خالصة لله كما ورد في سورة الممتحنة: "يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار" (الآية رقم 10).وقد ظل صلح حديبية ساريا بين المسلمين والمشركين طيلة عام ونصف حتى نقضت قريش الصلح عندما أغاروا على قبيلة "خزاعة" المتحالفة مع المسلمين ، فخرج الرسول بجيش عدته عشرة آلاف، وفتح المسلمون مكة في العام الثامن للهجرة دون مقاومة تذكر. وبعد فتح مكة جاءت الوفود رجالا ونساء لمبايعة الرسول؛ وترصد لنا كتب السيرة نص بيعة النساء، فقد ورد أنه في اليوم الثاني من فتح مكة جاء وفد السيدة "هند بنت عتبة" التي تحدثت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، سامحا لها بأن تستفسر على كل بند من بنود البيعة "بألا يسرقن ولا يزنين" إلى آخر البنود ، بل أنها جادلت الرسول صلى الله عليه وسلم حين قالت له "أوتزني الحرة؟"، تأكيدا منها على أنها تترفع حتى عن التفكير في مثل هذا السلوك، والملاحظ أن الرسول الكريم لم يعرض عن استفساراتها أو يضيق منها ، وهو ما يدل على أن المرأة في الإسلام كيان مستقل كامل العقل، وإلا لما أعطاها الحق في معرفة التزامتها وتحمل تبعيتها. كما أن ذكر بيعة النساء نصا في القرآن الكريم، تميزا لها عن بيعة الرجال، يؤكد على أن المرأة ليست تابعا للرجل فيما تؤمن به ، والدليل على ذلك أن "أبي سفيان" زوج السيدة "هند بنت عتبة" كان حاضرا وقت البيعة، لكنها لم تكل له مهمة الاستفسار على بنود البيعة أوالتصديق عليها. مما سبق يتضح أن المرأة ساهمت في الحياة السياسية في العهد النبوي، ذلك أن البيعة لا تكتسب بعدا دينيا فقط بل سياسيا أيضا فمحمد إلى جانب كونه رسول الله كان حاكما للدولة الإسلامية. وإذا كانت بيعات النساء تكشف لنا ملمحا عن دور النساء في العهد النبوي ، فإن هناك ملامح أخرى -مثل دور المرأة في الحروب ومواقفهن تجاه الدعوة- لا يمكن إغفالها، وإن كان الحديث عنها يحتاج لمزيد من التفصيل في مقالات أخرى. شيماء زاهرنشر سابقا في الدستور الأسبوعي – صقحة الدين

Wednesday, October 7, 2009

لا عايزنها غربية ولا طالبانية...عايزنها وسطية

كتب: ابن رشد المصري
أنا شخصيا عندما أسمع كلمة "غربي" يتبادر إلى ذهني مستويات متعددة بمعاني متعددة. عندما أسمع كلمة "غربي" فإن أول ما يتبادر إلى ذهني المستوى "الإيتمولوجي" أي المرتبط بأصول معاني الكلمات وهي "الغروب"، ومعها تُستدعى كلمات مثل "الظلمة" والجهل والتخلف و"النهاية" و"الزوال" ويستدعي إلى ذهني المعنى المقابل وهو "الشروق" أي النور والسطوع و"البداية" والأمل في يوم جميل مشرق ، وهذا يقفز بي إلى المستوى التاريخي.على المستوى التاريخي تقفز إلى ذهني فترة العصور الوسطى والعلاقات بين الشرق الأوسط وأوروبا و"انتقال" الحضارة بشكل فاعل ونشط من الشرق المتقدم المتنور "المشرق" فعلا اسما ومسمى إلى الغرب الأوروبي المتخلف الغارق في الظلمة بسبب الجهل وسطوة الأحكام المسبقة وسيطرة العقل السائد، "الغارب" فعلا اسما ومسمى. وهنا أتذكر قائمة طويلة من أناس أسهموا في نقل نور "الشرق" إلى "الغرب" مثل: ابن رشد، ابن طفيل وتلميذه البطروجي، الرازي، الإدريسي ، الخوارزمي، إخوان الصفا، ، ابن سينا، الفارابي، الكندي، جابر بن أفلح، البيروني، علوم الكميائية أو ما يعرف عند العرب "بعلم الصنعة"، الأرقام التي استوردها الغرب من العرب وخاصة هذا الاختراع الذي غير تاريخ الرياضيات وهو الرقم "صفر"، وأتذكر شمس حورس أيضا التي أشرقت على "هيلينا" وأتذكر "الثعبان الذي يعض ذيله" عند الفراعنة وانتقال الفن الإسلامي من التربيعات إلى الدوائر بفضل ذلك الرمز التصويري الدال على الخلود، أتذكر شارلمان وفريدرش الأكبر، وأتذكر على الناحية الثانية كوبرنيكوس وحرقه على يد الكنيسة حينما قال إن الأرض ليست هي مركز الكون، وأتذكر حريق الساحرات الذي كان معادلا موضوعيا لحرق الشيطان الكامن في المرأة، وأتذكر حريق أي شخص كان مخالفا للكنيسة وللأمير الحاكم في الرأي !!!!!! أليس تشابها عجيبا هذا ا التحالف "الدوجماتي" و"البرجماتي" بين السياسة والدين الذي يشبه التحالف "الشرقي" حاليا بينهما؟؟؟؟؟؟ويقفز إلى ذهني ورغما عني المستوى المعاصر فأجد فيه الصور قد انقلبت تماما. ما كان شرقيا أصبح غربيا وما كان غربيا أصبح شرقيا، أصبح الشرق "مغرب" الحضارة والغرب أصبح "مشرقها" بالمعنى الجيو حضاري ، أي أن الحضارة تشرق من عندهم، أي أنها "تشرق" من "الغرب" و"تغرب" عندنا هنا في "مشرق" النور، في "الشرق" ، وهذا يعصف بأفكاري تجاه الإمام محمد عبده وبعبارته الشهيرة غير الموثقة للأسف، والتي مع افتراض صحة نسبتها إليه تجد فيها صحة ودقة وصفية شديدتين ومجالا هائلا للتفسير: رأيت في الغرب إسلاما بلا مسلمين ورأيت في الشرق مسلمين بلا إسلام. أما عندما أسمع كلمة "طالباني" يعصف بذاكرتي تلك المشاهد الخاصة برأس تلك المرأة التي يتفجر منها الدم حينما يقوم أحد أتباع طالبان بإطلاق النار علي رأسها في استاد لكرة القدم، ربما لتنفيذ حكم من أحكام "الشريعة" عليها، لا أدري ما هو، ومع هذا المشهد يرتبط في ذهني مشاهد الظلام والتخلف والرجعية. كما يرتبط في ذهني ارتباطا شرطيا بين طالبان وبين تدمير الثقافة والحضارة والرغبة الفاعلة في تحقيق هذا التدمير والتخريب، حينما فجروا تمثال بوذا وسجلوا هذا التفجير تليفزيونيا إمعانا في الاستمتاع بتخريب الثقافة والحضارة والرأي المخالف لمعتقداتهم !!!!!!!!!!!لكن على الناحية الأخرى عندما أسمع كلمة "غربي" اتذكر أيضا المشاهد التي أراها لكثير من الشباب صغير السن المخمور في عطلة نهاية الأسبوع، أتذكر كثيرا من الأطفال "غير الشرعيين" ، أتذكر العلاقات الجنسية التي لا رابط ولا حاكم لها "على الورق" ، بعضها "جاد" ويشبه علاقات الزواج عندنا وبعضها "تسالي" و"استغراق" في "الفيزيقا" .وأنا ما بين هذا وذاك لا أريد أن أكون "غربيا" ولا أريد أن تتحول مصرنا إلى "طالبانية". هل هذا مستحيل؟؟؟؟؟ أم هي "شروة لازم تتاخد على بعضها"، "حلو على مفعص يعني بدون نقاوة" !!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟يا متخلف علميا وفكريا ومتشدد في التدين ومستغرق في الميتافيزيقا ورافض مباهج الحياة وجمعي وديكتاتورييا متقدم علميا وفكريا ومفرط في الحرية ومستغرق في الفيزيقا ومباهج الحياة وفردي وديمقراطيهل من سبيل للوسطية؟؟!!!أفيدوني أفادكم الله !!!
عن جروب: لا عايزينها غربية ولا عايزينها طالبانية، عايزينها وسطية

مصر...مصرية!

كتبت: شيماء زاهر
التاريخ القبطي والإسلامي لا يتجزءان ولمصر هوية قادرة على مزج الحضارات بها!لمصر أرث حضاري امتد عبر آلاف السنين بدءا من العصر "الفرعوني" فـ"اليوناني" و"الروماني" و "القبطي"، وفي عام 641 م، جاء الفتح العربي الإسلامي لمصر بقيادة "عمرو ابن العاص" لتصبح مصر بعدها أحد أهم الولايات في الخلافة الإسلامية و إذا ما نظرنا إلى العصر الحديث سنجد أن الهوية العربية الإسلامية تشكل جانبا راسخا في الشخصية المصرية و يطرح السؤال نفسه: وماذا عن تلك الحضارات السابقة للفتح الإسلامي، هل تأثرت الشخصية المصرية بها ، أم أن تأثيرها لا يذكر إذا ما قورن بتأثير الحضارة الإسلامية؟ والحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال تستلزم منا أن نعود إلى التاريخ المصري ونفر صفحاته سويا.فإذا ما بدأنا بالتاريخ الفرعوني، سنجد أن مصر تحولت على يد الملك "مينا" في عام 3200 قبل الميلاد إلى أولى القوميات ذات الوحدة السياسية، وقد ساعدت هذه الوحدة على استمرار الحقبة الفرعونية التي شملت ثلاثين أسرة حاكمة تم تقسيمها إلى عدة فترات: "دولة قديمة"و "دولة وسطى" و "دولة حديثة" ، وقد أسلمت هذه الفترات بعضها لبعض، ففي الدولة القديمة ظهرت مبادءى الحكومة المركزية و توصـل المصريـون إلى الكتابة الهيروغليفـيـة ، وفي الدولة الوسطى ازدهر الفن والأدب وفي الدولة الحديثة، أصبحت مصر إمبراطورية راسخة برز فيها أسماء ملوك وملكات عظام مثل "توت غنح آمون" و "حتشبسوت" و "رمسيس الثاني". إلا إنه في أواخر الحقبة الفرعونية منذ حكم الأسرة الحادى والعشرين وحتى الثلاثين تعرضت مصر لاحتلال كل من الآشوريين عام 670 قبل الميلاد ثم الفرس إلى أن انتهى حكم الفراعنة مع دخول الإسكندر الأكبر مصر. وإذا كانت اللغة لأي شعب تمثل جانبا هاما من هويتة، فلابد أن نذكر هنا أن المصريين لم يقفوا عند مرحلة الكتابة الهيروغلوفية، بل طوروا أيضا نوعين من الكتابة : "الهيراطيقية" وهي لغة الكهنة و "الديموطيقة" التي استخدمت على نطاق واسع من قبل الشعب في الأغراض اليومية. أما الحقبة اليونانية، فقد بدأت تاريخيا مع دخول الأسكندر الأكبر لمصر عام 332 قبل الميلاد، وبعد وفاة الإسكندر أسس " بطليموس" - أحد قواد الإسكندر - حكم البطالمة فى مصر الذى استمر قرابة ثلاثة قرون (حتى عام 30 ق.م)، وقد أصبحت الأسكندرية خلال حكم البطالمة مركزاً للحضارة و ذاعت شهرتها فى مجال الفن والعلم والصناعة والتجارة ، و أسس البطالمة جامعة الأسكندرية التي يرجع الفضل إلى علماءها فى التوصل إلى حقائق علمية عن دوران الأرض حول الشمس وتقدير محيط الكرة الأرضية. وقد أثرت الحقبة اليونانية في اللغة المصرية القديمة، فكما تطورت الديموطيقية عن الهيروغلوفية ، فقد دمج المصري القديم الأبجدية اليونانية مع الديموطيقية مكونا بذلك مرحلة لغوية لاحقة عُرفت بأسم اللغة القبطية. وبالمناسبة فإن كلمة "قبطي" لا تعني مسيحي -كما يظن البعض- بل مشتقة من كلمة يونانية بنطق مشابه ، وتعني "مصري"؛ إشارة إلى أهل مصر وإلى اللغة المصرية.وكما شهدت مصر نهضة علمية في العهد اليوناني، فإن الحقبة الرومانية التي بدأت عام 30 ق.م. جاءت امتدادا لهذه النهضة، فقد استمرت جامعة الإسكندرية فى عهد الرومان مركزاً للبحث العلمى وأصبحت مدينة "الإسكندرية" أكبر مركز تجارى وصناعى فى شرق البحر المتوسط وثاني مدن الإمبراطورية الرومانية ، ولعل من الأحداث الهامة في الحقبة الرومانية دخول المسيحية إلى مصر فى منتصف القرن الأول الميلادى وتأسيس أول كنيسة قبطية في مصر. إلا إنه في أواخر القرن الثالث الميلادي، تعرض المصريون للإضطهاد الشديد على يد الإمبراطور الروماني "دقلديانوس" (284-305) م واطلق على هذه الفترة "عصر الشهداء" لكثرة من استشهد فيها من الأقباط . ومن أبرز مظاهر عصر الشهداء انتشار نزعة الزهد بين المسيحيين والتى نتج عنها قيام الرهبنة التي كان للكنيسة القبطية الفضل في تأسيسها في العالم المسيحي. كذلك فقد لعب الرهبان المصريين دورا جوهريا في نشر المسيحية في باقي الإمبراطورية الرومانية، وفي عام 325 م تم إعلان المسيحية عقيدة رسمية للإمبراطورية الرومانية، إلا أن المصريين تعرضوا للاضهاد من قبل الإمبراطورية الرومانية التي حاولت أن تنزع عن الكنيسة القبطية دورها الرائد في العالم المسيحي، فقامت بعزل بابا الإسكندرية ثم نفيه وتعيين بطريرك روماني يدعى "المقوقس". و هكذا فعندما فتح العرب مصر في القرن السابع الميلادي كان "المقوقس" معينا من قبل روما أما البابا المصري فقد كان منفيا وهاربا في الأديرة الصحراوية ولم يرجع إلي منصبه إلا بعد خروج "المقوقس". ومع دخول الفتح الإسلامي، بدأت صفحة أخرى من تاريخ مصر، إلا إنه من سمات العبقرية المصرية إنها قادرة دائما على مزج الحضارات بها والإضافة عليها، فكما طور المصريون اللغة القبطية مزيجا من اليونانية والديموطيقية، جاءت العامية المصرية مزيجا من اللغة العربية الفصحى و اللغة القبطية ، فإذا ما نظرنا إلى اللغة العامية الحالية ، سنجد مئات الأمثلة على تأثير اللغة القبطية سواء من ناحية القواعد ، أو استخدام الكلمات القبطية، ككلمة "يوحا" التي نستخدمها لتحية شهر رمضان الكريم و تعني بالقبطية "القمر". وبعد أن أستعرضنا سريعا صفحات التاريخ المصري، يمكن القول أن التاريخ لا يمكن أن ينفصل، فالشخصية المصرية هي نتاج تراكمي لكل ما مربها من أحقاب ، فمصر الإسلامية قد امتزجت مع مصر القبطية التي امتزجت بدورها مع مصر الأغريقية والفرعونية، وخير لنا الآن أن ننظر لتاريخ الوطن ككل متكامل بدلا من أن نظل نتكأ على حقب تاريخية بعينها وكأن كل ما سبقها أو تلاها لا علاقة له ببعضه البعض.

هل تصلح الديموقراطية لحكم المسلمين؟

د.علاء الأسواني- الدستور 13 أغسطس


الحق إنه سؤال إستفزازى ومهين لنا ويحمل الكثير من العنصرية والإستكبار.لكنه مطروح الأن بقوة فى الغرب .وخلال عشرات الندوات الأدبية التى شاركت فيها هناك كان هذا السؤال يتكرر دائما بل إن قطاعا من الكتاب والمفكرين الغربيين أصبح يعتقد ويعلن بصراحة أن البلاد الإسلامية غير قابلة لتطبيق الديمقراطية إطلاقا وأن الإسلام والديمقراطية نقيضان لايجتمعان .وهم يدللون على ذلك بأن معظم الدول الإسلامية تحكمها أنظمة مستبدة .والمسلمون يذعنون للإستبداد ويتعايشون معه ولا يثورون عليه أبدا .وحتى عندما تنشأ ديمقراطية فى بلد إسلامى فإنها تكون ضعيفة وهشة وسرعان ما تسقط ليعود الإستبداد من جديد كما حدث فى موريتنيا منذ أيام .ويضرب أصحاب هذا الرأى مثلا بتجربة الهند وباكستان .فقد كانا بلدا واحدا ثم إنقسما فإذا بالديمقراطية تتطور فى الهند غير الإسلامية لتصبح من أكبر الديمقراطيات فى العالم بينما سقطت باكستان فى براثن الإستبداد مثل بقية الدول الإسلامية .السؤال إذن مهم وعلينا أن نبحث عن إجابته .. لكن من باب الإنصاف علينا أولا أن نفرق بين الإسلام والمسلمين .فقد جاء الإسلام بثورة عظمى فى تاريخ الإنسانية ودعا إلى الحرية والعدل والمساواة قبل الثورة الفرنسية بقرون طويلة وبفضل هذه القيم العظيمة .إستطاع الإسلام أن يبدع حضارة حقيقية شغلت ثلثى العالم القديم من أوروبا إلى الصين وقدمت إنجازات كبرى فى مجالات العلم والفكر والفن .إلا أن العالم الإسلامى مر بعد ذلك بعصور إنحطاط غيرت من مفاهيم الإسلام والمسلمون اليوم كثيرا مايتبنون فهما خاطئا للإسلام يصل إلى حد التناقض مع مبادئه الحقيقية .. وهذه بعض الأمثلة :أولا : يؤكد الإسلام الحقيقى حق المسلمين فى إختيار من يحكمهم ولا يمنح الشرعية إلا للحاكم الذى إختاره المسلمون بإرادتهم الحرة بل ويعطى الحق للمسلمين فى حجب الثقة عن حكامهم فى أى وقت ..وكلنا نذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما حضره الموت لم يفرض على المسلمين شخصا معينا ليحكمهم بعده , ولو أنه فعل لما راجعه أحد فى ذلك , لكنه أراد أن يرسى حق المسلمين الديمقراطى فى إختيار حاكمهم بإرادتهم الحرة .. وقد نتج عن ذلك أن عقد المسلمون إجتماع السقيفة وهو بلغة اليوم إجتماع برلمانى ديمقراطى من طراز رفيع .هذا هو الإسلام الصحيح أما الفقه الذى ورثناه من أزمنة الإنحطاط فهو على العكس تماما , يطالب المسلمين بالطاعة المطلقة للحاكم حتى ولو كان مغتصبا للسلطة , حتى لو سرق مال المسلمين وظلمهم فإن واجب المسلمين طبقا لهذا الفقه . أن يطيعوا هذا الحاكم الظالم الفاسد فلا يخرجون عليه أبدا مادام مسلما .. وإذا فرضنا أن الحاكم أعلن كفره وخروجه عن الإسلام و(( هو إفتراض لن يحدث أبدا )) فإن واجب المسلمين ألا يثوروا عليه إلا إذا تأكدوا تماما أن الثورة ستنجح وحيث إنه لاتوجد ثورة تتأكد تماما من نجاحها قبل قيامها فإن هذا الكلام يعنى عمليا مطالبة المسلمين بالإذعان المطلق للإستبداد ..وإنتشار هذا الفقه يفسر لنا تناقضا كبيرا : فالمسلمون فى مصر وخارجها يثورون بحق ضد المذابح التى ترتكبها إسرائيل ضد أهلنا فى فلسطين .. وهم يحشدون المظاهرات الغاضبة , بحق أيضا ضد الرسوم المسيئة فى الدانمارك أو ضد قرار منع الحجاب فى مدارس الحكومة الفرنسية .. لكنهم لايتظاهرون أبدا ضد تزوير إرادة الأمة أو قانون الطوارىء أو التوريث .. السبب فى ذلك أن الفقه الذى ورثناه من عصور الإنحطاط لايعترف بحقوق المسلمين السياسية ويطالبهم بالإذعان للإستبداد .ثانيا : بينما يحرر الفهم الصحيح للإسلام الإنسان من الخوف والذل .. فيتخذ المسلم فى حياته الموقف الذى يمليه عليه ضميره ويعبر عما يعتقده وهو يعلم أن رزقه وحياته فى أيدى الله سبحانه وتعالى .وأن أحدا لايملك أن يؤذيه أو ينفعه إلا إذا شاء الله . هذا المفهوم الثورى للقضاء والقدر قد تحول فى أزمنة الإنحطاط إلى خنوع وسلبية , إلى تواكل يجعل المسلمين يتقبلون الفقر والظلم والبؤس بإعتبار أن ذلك قدرهم المفروض عليهم لاسبيل إلى تغييره ولا يحق لهم الإعتراض عليه .. وقد إشتهرت مقولة لداعية كبير كان يردد أن الفقير كثيرا مايكون أغنى من الأثرياء ...وعندما يسأله الناس كيف ذلك .. يقول إن إبن الفقير نادرا ما يمرض وإذا مرض تكفى حبة اسبرين لعلاجه بينما إبن الأثرياء قد قد يتكلف علاجه آلاف الجنيهات ..وهذا الكلام بالطبع غير صحيح فالمستشفيات العامة ومعاهد الأورام والكبد والقلب مكتظة عن آخرها بأبناء الفقراء ... وهذا المنطق يحجب عن الفقراء رؤية مدى الظلم الواقع عليهم ويساعد على تقبلهم لأوضاعهم البائسة بإعتبارها قدرا لامفر منه .ثالثا : بينما يدعو الإسلام إلى العمل الجاد والأخذ بأسباب التفوق والنجاح وتبنى المنهج العلمى الموضوعى لفهم العالم فإن الفهم الخاطىء للإسلام يفصل تماما بين الخاص والعام , وبين السبب والنتيجة ..منذ أيام كنت أشاهد برنامجا دينيا تقدمة سيدة من مشايخ الفضائيات , تقضى البرنامج فى الإبتهال والدعاء للمسلمين على الهواء (( وتقبض مقابل ذلك عشرة آلاف جنيه عن الحلقة الواحدة )) ...وأثناء عرض البرنامج إتصل بها أحد المشاهدين ليستشيرها فى مشكلته :فقد كان رجل أعمال ناجحا وغنيا ثم تعرض لأزمة فأفلس تماما وتراكمت عليه الديون . وهنا سألته الشيخة إن كان يواظب على الصلاة ولما أخبرها أنه أحيانا ينقطع عنها أكدت له الشيخة أن عليه أن يواظب على الصلاة والدعاء عندئذ سوف تحل كل مشاكله ..وغنى عن البيان أن هذا الرجل قد يكون قد أفلس نتيجة لإهماله فى العمل أو لأنه لم يستعن بأصحاب الخبرة فى مشروعاته . أو نتيجة لتضارب قرارات الحكومة أو فساد المسؤلين الحكوميين .. إلا أن السيدة الشيخة لم تسأله إلا عن الصلاة والدعاء . وهذه القراءة الخاطئة للإسلام تحجب العقل وتستبعد المنطق وتحذف البعد الإجتماعى والسياسى عن كل ما يحدث فى حياتنا ..وهى بالطبع تصب فى النهاية فى مصلحة الحاكم المستبد الفاسد لأنها تعفيه من المسؤلية مادامت كل المصائب التى تحدث للمسلمين لاتعتبر نتائج لفساد الحكم وإنما بسبب التفريط فى العبادة والصلاة .إن الإسلام الحقيقى قد طبق مبادىء الديمقراطية قبل الدول الغربية بقرون طويلة . بل إن كل ما يحفظ كرامة الإنسان وآدميته وحقوقه هو من صحيح الإسلام .إلا أن المسلمين لديهم فعلا قابلية للإستبداد أكثر من سواهم نتيجة لفهمهم الخاطىء للإسلام .إذا أردنا أن تغير واقعنا علينا أن نغير فهمنا للإسلام . يجب أن نعيد إكتشافنا لمبادئه الحقيقية , عندئذ سوف تتحقق الديمقراطية وتنهض الأمة .إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ..

واللا إيه يا عمو العلماني؟

كتبت: شيماء زاهر
لفترة قريبة جدا، لم تكن كلمة "علماني" تشغل بالي كثيرا، لم تكن تشغل بالي من أصله، وحتى بالرغم من شيوع الكلمة في الحوارات والنقاشات مع الزملاء والزميلات لم يكن الأمر فارقا بالنسبة لي ، لولا إني أحسست تدريجيا أن كلمة "العلمانية" أصبحت الآن الخطر الرابض لدى البعض، الموجة القادمة التي ربما تهدد أمان مصر ، البعبع إللي بعد شوية سيطلع للعيال ويقولهم وهو يجلجل صوته "اشربوا اللبن يا ولاد" أو حتى البعبع برضوا الذين ستهددهم به قبل النوم قائلا "نااااااااموا يا ولاد ناموا ...لاجيب لكم عمو العلماني!"

ليس معنى هذا إني من أنصار العلمانية ، بل إن ما أقراه بالفعل على الفيس بوك ممن يلقبون أنفسهم بالعلمانية أراه تطرفا بالفعل، تحديدا فيما يتعلق بمطالبة البعض بأن يتم أن يتم قسرا نزع أي رموز دينية من الحياة العامة على غرار النظم العلمانية الأوروبية.المشكلة أن من يدعون لإقامة ذلك في رأيي المتواضع يخطأون خطأ كبيرا لانه لا يجوز القياس بين الشعوب الأوروبية والشعوب العربية من حيث موقفها تجاه الدين. فعلى العكس من أوروبا ، في الدول العربية إلللي مصر منها، الدين بيمثل لنا الأطار القيّمي لو جاز التعبير، يعني صلاة الجمعة والذهاب للكنيسة يوم الأحد هو طقس أساسي لدى الجميع من المسلمين والمسيحين، شرب الخمر مش شايع لدى المسيحين ولدى المسلمين لأسباب تتعلق بالثقافة برضوا، و الجنس محرم قبل الزواج لأنه حرام في الدين المسيحي و الإسلامي.إللي عاوزة أقوله هنا إنه بخلاف أوروبا، الدين عندنا بيحتل مكانة رهيبة و لا يمكن أن تنزع مظاهره منا، فكيف تطلب بعد كل هذا ألا يُظهر المسيحي صليبه؟ وألا تُظهر المسلمة آيه الكرسي مثلا؟ وألا تظهر المحجبة حجابها؟طبعا يعني الكلام مش من منطقيفيما عدا ذلك ، فإني اتقبل العلمانية ، لأنها وهي التي تفصل الدين عن الدولة، وتلتزم بمبدأ المواطنة ، تتطابق مع الدولة المدنية إللي إحنا بالفعل عليها دلوقت ومن مدة طويلة، وإللي بسببها كنا–لحد وقت قريب جدا- في صدارة الدول العربية .على الناحية التانية، لاحظت إن الناس إللي مش بيحبوا العلمانية، هم مثل غيرهم مطالبين بالديموقراطية لكنهم - وهو الغريب- لهم قول آخر في الأخوان والوهابية!والحقيقة إنه لازم في الأول التفريق ما بين الحديث عن الإخوان كنظام سياسي مقترح ، والأخوان كأفراد، إذ أن حديثي هنا عن النظام السياسي، لأنه بعض الشخصيات الذين ينتمون للإخوان تعرضوا لما تعرض له باقي المعارضين على يد الحكومة، ولهم طبعا كل الاحترام وكلامي لا يتعلق بهم، لأني مش باتكلم عن أفراد باتكلم عن نظام سياسي.واعتراضي على الإخوان كنظام سياسي الحقيقية مش بالأساس بسبب التصريح الشهير إللي اتشتمت فيه مصر، لكن لأنه نظام قايم على "الإمارة" إللي في رأيي لا تتيح مساحة معقولة من الديموقراطية على العكس من النظام اليبرالي المدني القائم بالأساس على ترسيخ الديموقراطية.النظام الوهابي، ما أظنش يعني في حاجة للحديث عنه، هو بمنتهى البساطة مش "سلو بلدنا" وما أظنش يعني حد يحب يصحى الصبح يلاقي أخته مقبوض عليها عشان فكرت تسوق عربية، واللا يلاقيها بتقولوا والنبي دور لي على عروسة لجوزي عشان عاوزة افرح بيه ، و لا حد يحب إن الستات في مصر يبقوا كلهم مغطيين وشوشهم، مع العلم إن كل واحد حر، بس فارق بين وجود الشي وأن يصبح هو الشائع.بعد كل ده تبقى العلمانية هي الأخ المنبوذ (الذي لا نقبل حتى الحديث معه) بينما الأخ الآتي من ماليزيا والآخ الآتي من السعودية ينعمان بتأييد صامت (مع تسبيل الأعين) بالرغم من الأصوات العالية التي تطالب بالديموقراطية، هو فيه إيه بالضبط؟ مش الموضوع غريب شوية؟! شويتين؟ ثلاتة!

لا يمين ولا شمال...في النص

كتبت: شيماء زاهر
لفترة قريبة جدا ما كنش حابه اتكلم في الموضوع ده خالص، لأني عارفة إنه من الموضوعات إللي بنتعامل معاها بحساسية شديدة وكنت خايفة أكتب كلام يضايق حد، لولا إن الموضوع كل يوم بحسه موجود ع السطح وحتى لو فضلت أكبر دماغي مش حيمحيه ولا حيلغي وجودةالموضوع هو الطريقة المتطرفة في تناول الحجاب؛ لو كان حد قرأ مقال سارة سند في المصري اليوم حيعرف إن أي بنت مش محجبة ، عليها ضغوط فظيعة إنها تلبسه، مقتنعة بقى مش مقتنعة المهم إنها في نظر الناس لازم تلبسه وخلاص .
والضعوط دي بتبتدي م أول الملصقات إللي موجودة في كل حتة حواليك وبتاخد شكل الإعلانات..الحجاب قبل الحساب..ألا ترتدين زي العفاف.. لحد حاجات غريبة فعلا بتحصل كأنك تبقى رايح تركب العربية بتاعتك في أمان الله وتلاقي ع المساحات كتيب صغير، تيجي تفتحه وتقراه تلاقيه دعوة للنقاب، أو واحدة ما تعرفكش أوي تلاقيها تيجي لوحدها وتفتح معاك موضوع الحجاب أو واحد تانية ما تعرفكش برضوا وتفتح معاك الموضوع ولو قلتها ده موضوع شخصي ومش عايزة اتكلم فيه تحاصرك بالأسئلة: يعني هو فرض ولا مش فرض؟ ولو قلتلها إني الحقيقية مش عايزة ادخل في نقاش م النوع ده، تمشي وهي متحفزة وكأنه حتى مش من حقي اختار اتكلم في إيه و ما اتكلمش في إيه!ع الناحية التانية الموضوع غريب برضوا، اتهام ضمني إن كل واحدة محجبة حاطه حجاب ع عقلها، و إساءه للمحجبات برضوا حتى من ضمن بعض الناس إللي مؤمنين به، واستظراف... كأنك تلاقي واحد يتريق ع إيشارب واحدة لابساه ، مالك لابسة إيشارب عامل زي الشاش؟ ودي حكاية قالت هالي واحدة كنت بدرّس لها وإن المدير أحيانا يعلق ع لبس الموظفات ومن ضمنها الإيشارب. والحقيقة هنا أنا مش محتاجة أوضح إني ما أقصدش أي إساءه من ذكر المثل ده ببساطة لأن أمي محجبة وما حبش حد ولا يعلق ع الإيشارب بتاعها ولا يقول عليها رجعية لانها مش كده وهي نفسها لما بحكى لها الحكايات دي تقول لي : بصي اعملي الحاجة إللي أنت مقتنعة بها.ما تخليش حد يجبرك ع حاجة. ع أيامنا ما كنش فيه حجاب ...أهم حاجة اللبس يكون حشمة.وبعيدا عن إن ده رأي والدتي الشخصي ورأيي برضوا إللي هو ولا ملزم لحد ولا دعوة لأي حاجة ، لو حطيت الأمثلة إللي ذكرتها فوق قدام بعض، حتحس إن كلا الفريقين وجهين لنفس العملة ونظرة للمرأة إنها مش عارفة بتعمل إيه ومحتاج دايما يتقال لها تعمل إيه: أقلعي الحجاب ...ألبسي الحجاب...وهنا بسأل نفسي: هو ما ينفعش كل واحد يحترم التاني؟ الموضوع صعب؟ وبعدين أنا برضوا مش عارفة، فين طيب المواضيع التانية إللي الإسلام دعا إليها ...ليه ما فيش ملصقات بتدعو الناس للصدق، أو مقاومة الظلم، الجهر بالحق ، اتقان العمل، هو كل ده مش م الإسلام؟الحاجة الأخيرة إللي حابه أقولها إني مش ضد الجدل الفقهي الدائر حوالين الحجاب ، لأن في الإسلام أمثلة كثيرة جدا على حرية الفكر، إللي كانت بتتم بشكل راقي، إن الحجة أمام الحجة ، ولأني مؤمنة إن الواحد لما يعمل الحاجة عن إيمان حقيقي وعن بحث بيعملها وهو مخلص لها من غير ما يكون فيه نفاق.

قراءة تاريخية في مفهوم التبرج

كتب: ابن رشد المصري


من الأمور الهامة لضبط المصطلحات والتعريفات هو معرفة الظروف التاريخية التي كانت مرتبطة بنشأة هذا المصطلح أو ذاك. ولذلك ما سنقوم به هنا هو محاولة لإعادة تركيب صورة المجتمع الجاهلي والمجتمع في صدر الإسلام كيف كان، ولا بد أن أنبه إلى شيء هام جدا: قد تجدون بعض الأوصاف والعبارات من العيار الثقيل كما وانا أنقلها كما جاءت في المصادر بدون تعديل لكي يستطيع القارئ أن يقف على حقيقة الصورة كيف كانت

من تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) 0واختلف الناس في «الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى»؛ فقيل: هي الزمن الذي ولد فيه إبراهيم عليه السلام، كانت المرأة تلبس الدّرع من اللؤلؤ، فتمشي وسط الطريق تعرض نفسها على الرجال. 0


وقال الحكم بن عُيينة: ما بين آدم ونوح، وهي ثمانمائة سنة، وحُكيت لهم سِير ذميمةوقال ابن عباس: ما بين نوح وإدريس. 0الكلبيّ: ما بين نوح وإبراهيم. قيل: إن المرأة كانت تلبس الدّرع من اللؤلؤ غير مَخِيط الجانبين، وتلبس الثياب الرقاق ولا تواري بدنها. 0
وقالت فرقة: ما بين موسى وعيسى. 0الشعبي: ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم. 0أبو العالية: هي زمان داود وسليمان؛ كان فيه للمرأة قميص من الدرّ غير مخيط الجانبين.
0وقال أبو العباس المبرد: والجاهلية الأولى كما تقول الجاهلية الجهلاء، قال: وكان النساء في الجاهلية الجهلاء يُظهرن ما يقبح إظهاره، حتى كانت المرأة تجلس مع زوجها وخِلّها، فينفرد خِلّها بما فوق الإزار إلى الأعلى، وينفرد زوجها بما دون الإزار إلى الأسفل، وربما سأل أحدهما صاحبه البدل. 0(انتبه إلى هذا، ثم نطلق على غير مرتدية الحجاب أو النقاب المتبرجة، ولا تعليق !!!!!!0)
وقال مجاهد: كان النساء يتمشّين بين الرجال، فذلك التبرج. قال ابن عطية: والذي يظهر عندي أنه أشار للجاهلية التي لحِقنها، فأمِرْن بالنّقلة عن سيرتهنّ فيها، وهي ما كان قبل الشرع من سيرة الكفرة؛ لأنهم كانوا لا غَيْرة عندهم؛ وكان أمر النساء دون حجاب، وجَعْلُهَا أولى بالنسبة إلى ما كنّ عليه؛ وليس المعنى أن ثَمّ جاهلية أخرى. وقد أوقِع اسم الجاهلية على تلك المدّة التي قبل الإسلام، فقالوا: جاهليّ في الشعراء. وقال ابن عباس في البخاريّ: سمعت أبي في الجاهلية يقول؛ إلى غير هذا. 0 الموقع: 0http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=5&tSoraNo=33&tAyahNo=33&tDisplay=yes&Page=2&Size=1