Wednesday, October 7, 2009

واللا إيه يا عمو العلماني؟

كتبت: شيماء زاهر
لفترة قريبة جدا، لم تكن كلمة "علماني" تشغل بالي كثيرا، لم تكن تشغل بالي من أصله، وحتى بالرغم من شيوع الكلمة في الحوارات والنقاشات مع الزملاء والزميلات لم يكن الأمر فارقا بالنسبة لي ، لولا إني أحسست تدريجيا أن كلمة "العلمانية" أصبحت الآن الخطر الرابض لدى البعض، الموجة القادمة التي ربما تهدد أمان مصر ، البعبع إللي بعد شوية سيطلع للعيال ويقولهم وهو يجلجل صوته "اشربوا اللبن يا ولاد" أو حتى البعبع برضوا الذين ستهددهم به قبل النوم قائلا "نااااااااموا يا ولاد ناموا ...لاجيب لكم عمو العلماني!"

ليس معنى هذا إني من أنصار العلمانية ، بل إن ما أقراه بالفعل على الفيس بوك ممن يلقبون أنفسهم بالعلمانية أراه تطرفا بالفعل، تحديدا فيما يتعلق بمطالبة البعض بأن يتم أن يتم قسرا نزع أي رموز دينية من الحياة العامة على غرار النظم العلمانية الأوروبية.المشكلة أن من يدعون لإقامة ذلك في رأيي المتواضع يخطأون خطأ كبيرا لانه لا يجوز القياس بين الشعوب الأوروبية والشعوب العربية من حيث موقفها تجاه الدين. فعلى العكس من أوروبا ، في الدول العربية إلللي مصر منها، الدين بيمثل لنا الأطار القيّمي لو جاز التعبير، يعني صلاة الجمعة والذهاب للكنيسة يوم الأحد هو طقس أساسي لدى الجميع من المسلمين والمسيحين، شرب الخمر مش شايع لدى المسيحين ولدى المسلمين لأسباب تتعلق بالثقافة برضوا، و الجنس محرم قبل الزواج لأنه حرام في الدين المسيحي و الإسلامي.إللي عاوزة أقوله هنا إنه بخلاف أوروبا، الدين عندنا بيحتل مكانة رهيبة و لا يمكن أن تنزع مظاهره منا، فكيف تطلب بعد كل هذا ألا يُظهر المسيحي صليبه؟ وألا تُظهر المسلمة آيه الكرسي مثلا؟ وألا تظهر المحجبة حجابها؟طبعا يعني الكلام مش من منطقيفيما عدا ذلك ، فإني اتقبل العلمانية ، لأنها وهي التي تفصل الدين عن الدولة، وتلتزم بمبدأ المواطنة ، تتطابق مع الدولة المدنية إللي إحنا بالفعل عليها دلوقت ومن مدة طويلة، وإللي بسببها كنا–لحد وقت قريب جدا- في صدارة الدول العربية .على الناحية التانية، لاحظت إن الناس إللي مش بيحبوا العلمانية، هم مثل غيرهم مطالبين بالديموقراطية لكنهم - وهو الغريب- لهم قول آخر في الأخوان والوهابية!والحقيقة إنه لازم في الأول التفريق ما بين الحديث عن الإخوان كنظام سياسي مقترح ، والأخوان كأفراد، إذ أن حديثي هنا عن النظام السياسي، لأنه بعض الشخصيات الذين ينتمون للإخوان تعرضوا لما تعرض له باقي المعارضين على يد الحكومة، ولهم طبعا كل الاحترام وكلامي لا يتعلق بهم، لأني مش باتكلم عن أفراد باتكلم عن نظام سياسي.واعتراضي على الإخوان كنظام سياسي الحقيقية مش بالأساس بسبب التصريح الشهير إللي اتشتمت فيه مصر، لكن لأنه نظام قايم على "الإمارة" إللي في رأيي لا تتيح مساحة معقولة من الديموقراطية على العكس من النظام اليبرالي المدني القائم بالأساس على ترسيخ الديموقراطية.النظام الوهابي، ما أظنش يعني في حاجة للحديث عنه، هو بمنتهى البساطة مش "سلو بلدنا" وما أظنش يعني حد يحب يصحى الصبح يلاقي أخته مقبوض عليها عشان فكرت تسوق عربية، واللا يلاقيها بتقولوا والنبي دور لي على عروسة لجوزي عشان عاوزة افرح بيه ، و لا حد يحب إن الستات في مصر يبقوا كلهم مغطيين وشوشهم، مع العلم إن كل واحد حر، بس فارق بين وجود الشي وأن يصبح هو الشائع.بعد كل ده تبقى العلمانية هي الأخ المنبوذ (الذي لا نقبل حتى الحديث معه) بينما الأخ الآتي من ماليزيا والآخ الآتي من السعودية ينعمان بتأييد صامت (مع تسبيل الأعين) بالرغم من الأصوات العالية التي تطالب بالديموقراطية، هو فيه إيه بالضبط؟ مش الموضوع غريب شوية؟! شويتين؟ ثلاتة!

No comments:

Post a Comment