Wednesday, October 7, 2009

لا عايزنها غربية ولا طالبانية...عايزنها وسطية

كتب: ابن رشد المصري
أنا شخصيا عندما أسمع كلمة "غربي" يتبادر إلى ذهني مستويات متعددة بمعاني متعددة. عندما أسمع كلمة "غربي" فإن أول ما يتبادر إلى ذهني المستوى "الإيتمولوجي" أي المرتبط بأصول معاني الكلمات وهي "الغروب"، ومعها تُستدعى كلمات مثل "الظلمة" والجهل والتخلف و"النهاية" و"الزوال" ويستدعي إلى ذهني المعنى المقابل وهو "الشروق" أي النور والسطوع و"البداية" والأمل في يوم جميل مشرق ، وهذا يقفز بي إلى المستوى التاريخي.على المستوى التاريخي تقفز إلى ذهني فترة العصور الوسطى والعلاقات بين الشرق الأوسط وأوروبا و"انتقال" الحضارة بشكل فاعل ونشط من الشرق المتقدم المتنور "المشرق" فعلا اسما ومسمى إلى الغرب الأوروبي المتخلف الغارق في الظلمة بسبب الجهل وسطوة الأحكام المسبقة وسيطرة العقل السائد، "الغارب" فعلا اسما ومسمى. وهنا أتذكر قائمة طويلة من أناس أسهموا في نقل نور "الشرق" إلى "الغرب" مثل: ابن رشد، ابن طفيل وتلميذه البطروجي، الرازي، الإدريسي ، الخوارزمي، إخوان الصفا، ، ابن سينا، الفارابي، الكندي، جابر بن أفلح، البيروني، علوم الكميائية أو ما يعرف عند العرب "بعلم الصنعة"، الأرقام التي استوردها الغرب من العرب وخاصة هذا الاختراع الذي غير تاريخ الرياضيات وهو الرقم "صفر"، وأتذكر شمس حورس أيضا التي أشرقت على "هيلينا" وأتذكر "الثعبان الذي يعض ذيله" عند الفراعنة وانتقال الفن الإسلامي من التربيعات إلى الدوائر بفضل ذلك الرمز التصويري الدال على الخلود، أتذكر شارلمان وفريدرش الأكبر، وأتذكر على الناحية الثانية كوبرنيكوس وحرقه على يد الكنيسة حينما قال إن الأرض ليست هي مركز الكون، وأتذكر حريق الساحرات الذي كان معادلا موضوعيا لحرق الشيطان الكامن في المرأة، وأتذكر حريق أي شخص كان مخالفا للكنيسة وللأمير الحاكم في الرأي !!!!!! أليس تشابها عجيبا هذا ا التحالف "الدوجماتي" و"البرجماتي" بين السياسة والدين الذي يشبه التحالف "الشرقي" حاليا بينهما؟؟؟؟؟؟ويقفز إلى ذهني ورغما عني المستوى المعاصر فأجد فيه الصور قد انقلبت تماما. ما كان شرقيا أصبح غربيا وما كان غربيا أصبح شرقيا، أصبح الشرق "مغرب" الحضارة والغرب أصبح "مشرقها" بالمعنى الجيو حضاري ، أي أن الحضارة تشرق من عندهم، أي أنها "تشرق" من "الغرب" و"تغرب" عندنا هنا في "مشرق" النور، في "الشرق" ، وهذا يعصف بأفكاري تجاه الإمام محمد عبده وبعبارته الشهيرة غير الموثقة للأسف، والتي مع افتراض صحة نسبتها إليه تجد فيها صحة ودقة وصفية شديدتين ومجالا هائلا للتفسير: رأيت في الغرب إسلاما بلا مسلمين ورأيت في الشرق مسلمين بلا إسلام. أما عندما أسمع كلمة "طالباني" يعصف بذاكرتي تلك المشاهد الخاصة برأس تلك المرأة التي يتفجر منها الدم حينما يقوم أحد أتباع طالبان بإطلاق النار علي رأسها في استاد لكرة القدم، ربما لتنفيذ حكم من أحكام "الشريعة" عليها، لا أدري ما هو، ومع هذا المشهد يرتبط في ذهني مشاهد الظلام والتخلف والرجعية. كما يرتبط في ذهني ارتباطا شرطيا بين طالبان وبين تدمير الثقافة والحضارة والرغبة الفاعلة في تحقيق هذا التدمير والتخريب، حينما فجروا تمثال بوذا وسجلوا هذا التفجير تليفزيونيا إمعانا في الاستمتاع بتخريب الثقافة والحضارة والرأي المخالف لمعتقداتهم !!!!!!!!!!!لكن على الناحية الأخرى عندما أسمع كلمة "غربي" اتذكر أيضا المشاهد التي أراها لكثير من الشباب صغير السن المخمور في عطلة نهاية الأسبوع، أتذكر كثيرا من الأطفال "غير الشرعيين" ، أتذكر العلاقات الجنسية التي لا رابط ولا حاكم لها "على الورق" ، بعضها "جاد" ويشبه علاقات الزواج عندنا وبعضها "تسالي" و"استغراق" في "الفيزيقا" .وأنا ما بين هذا وذاك لا أريد أن أكون "غربيا" ولا أريد أن تتحول مصرنا إلى "طالبانية". هل هذا مستحيل؟؟؟؟؟ أم هي "شروة لازم تتاخد على بعضها"، "حلو على مفعص يعني بدون نقاوة" !!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟يا متخلف علميا وفكريا ومتشدد في التدين ومستغرق في الميتافيزيقا ورافض مباهج الحياة وجمعي وديكتاتورييا متقدم علميا وفكريا ومفرط في الحرية ومستغرق في الفيزيقا ومباهج الحياة وفردي وديمقراطيهل من سبيل للوسطية؟؟!!!أفيدوني أفادكم الله !!!
عن جروب: لا عايزينها غربية ولا عايزينها طالبانية، عايزينها وسطية

No comments:

Post a Comment