Thursday, October 8, 2009

رأي الأستاذ الإمام محمد عبده في النقاب

كتبت: شيرين عبد الجليل
قضية الحجاب الذى كثر حوله اللغط فى هذه الأيام و كأنه أحد أركان الإسلام و شغلت فئة من الشباب نفسها به و بالنقاب و اللحية والجلباب و حصرت همها فى تلك المسائل متجاهلة أن هناك قضايا كثيرة و ملحة فى حاجة إلى بعض هذا الجهد حتى نقلل من درجة تخلفنا و بمقياس الأولويات يعتبر هذا انحرافا عما يشغل الأمة من تحديات حضارية و سأعرض لكم رأى الأستاذ الإمام فى تلك القضية من كتاب سلسلة الفكر(رائد الإجتهاد و التجديد فى العصر الحديث) للكاتب السيد يوسف و كان مصدره للبيانات كتاب تحرير المرأة لقاسم أمين و الذى وافق عليه الأستاذ الإمام و أقره : وقد عرض الأستاذ الإمام قضية الحجاب من ناحيتين الأولى تغطية وجه المرأة و كفيها و ذراعيها و قدميها اضافة إلى باقى جسمها و الثانية احتجاب المرأة فى بيتها و الحظر عليها أن تخالط الرجال.و عن الحجاب بالمعنى الأول يقطع الأستاذ الإمام بأن الشريعة لم توجبه و ليس فيها نص بذلك و انما هى عادة ضارة أخذت من أمم أخرى و ألبست ثوب الدين عليها و يرى أنه من الواجب أن نلم بها و نبين حكم الشريعة فيها و حاجة الناس لتغييرهاو يورد الإمام محمد عبده الآيتين 30و31 من سورة النور قال تعالى و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منهااستنتج الأستاذ الإمام من هذه الآية اباحة الشريعة لكشف الوجه و الكفين و الذراعين و القدمين و استدل على ذلك بعديد من الأقوال والمذاهب و يقول أباحت الشريعة أن تظهر المرأة بعض أعضاء جسدها أمام الأجنبى عنها غير أنها لم تسم تلك المواضع و قد وكلت فهمها و تعيينها إلى ماكان معروفا فى العادة وقت الخطابو السبب فى ذلك هو اضطرار المرأة للعمل و مزاولة الأشياء بيديها و حاجة الشهاده و المحاكمة و الزواج إلى كشف وجهها و ظهور القدمين لحاجاتها للمشى فى الطرقات و يضيف إلى ذلك أن الشريعة منحت المرأة الحق فى إدارة أموالها و مايتطلبه ذلك من التعامل و التعاقد مع الرجال فهذا يتطلب لكشف الأعضاء السابقة ليتحقق الطرفين من الآخر و عدم الإلتزام به يؤدى لأضرار كثيرة مثل الغش و التزويرو هو ينتقد مايجرى فى المحاكم من وقوف المرأة أما القاضى مستترة الوجه فهذا استسلام و تسامح يؤدى للضرر و الغش أيضا و يجب تلافيه بأن تكشف المرأة وجهها حتى يستطيع القاضى التفرس فى وجهها ليتبين من مدى صدقها أو كذبها كما أن النقاب يعجز المرأة من النهوض بالعمل فى الصناعة و التجارة و الزراعة أو خدمة من أى نوع مع حاجتها إلى هذا العمل و ضرورته لمعيشتهاو أشار أن الله مكن الإنسان من التمتع بمنافع العالم و ساوى بين الرجل و المرأة ولم يجعل جانبا من الأرض للنساء يتمتعن فيه بالمنافع وحدهن و جانبا للرجال يعملون بمعزل عن النساء و لن تستطيع المرأة أن تتمتع بحقوقها إذا حظر عليها أن تقع تحت أعين الرجال إلا من كان من محارمها مما لا يسمح به الشرع أو العقلو يرد الإمام محمد عبده على تبريرات الحجاب فدعوى الحجاب بأنه من الآداب يقول الإمام أنه لا علاقة بين الأدب و بين كشف الوجه وستره فالأدب موضوعه الأعمال و المقاصد لا الأشكال والملابس أما دعوى الحجاب بالخوف من الفتنة فهو يرجعه للرجل و ليس للمرأة و من يخاف الفتنة فعليه بغض البصر و المرأة ليست أولى من الرجل بتغطية وجهها وإلا هذا حكم على الرجل بأن عزيمته أضعف من المرأةأما من الناحية الثانيةو هو قصر المرأة فى بيتها و الحظر عليها من مخالطة الرجال فقد قسم الكلام لقسمين الأول يختص بنساء النبى ص فيذكر أن تلك الآيات خاصة بنساء النبى ص وحدهن و هذا بإجماع الفقهاء فهذا ليس بفرض و لا واجب على أحد من نساء العالمين أما القسم الثانى فيذكر الأستاذ الإمام أن غاية ماورد فى كتب الفقه هو حديث عن النبى ص ينهى فيه عن الخلوة مع الأجنبى لايخلون رجل مع امرأة إلا مع ذى محرمو رد على من يقول أنه مستحب اتباع مافرضه الله على نساء النبى ص بقوله تعالى لستن كأحد من النساء يشير أن القرآن الكريم ينبهنا فى الرغبة بعدم المساواة و فى عدم الحجاب حكما ينبغى لنا اعتباره و احترامه و ليس من الصواب تعطيل تلك الأحكام مرضاة لإتباع الأسوة

No comments:

Post a Comment